"بطة مش لك يا مرزوق".. "خوليو" و "بطاطا".. محمد متولي و"رزق المهمشين"
"خوليو"، الخل الوفي، مهمش معدم ينام في أي "مطرح" ككلب ضال، وكما الكلب وفي، كان "خوليو" دائما صديقا صدوقا لمرزوق الكوتش، يحفظ عشرته، ويكن تجاهه حبا طاغيا. كان خوليو دائما في ظهر مرزوق، تابعا مخلصا أمينا وفيا، يفوق حبه للكوتش حب الصديق الجديد "بركات" الذي ظهر فجأة وتقاسم البطولة لأنه اختار أن يقف في كتف صديقه لا خلفه.
يفوز باللذات كل مغامر.. ويبقى المهمشون في خلفية مشهد الحياة لأنهم لم يقتحموا الكادر.
<iframe src="https://giphy.com/embed/6IwUF7E3ZLY7B5qAF3" width="480" height="270" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe><p><a href="https://giphy.com/gifs/6IwUF7E3ZLY7B5qAF3">via GIPHY</a></p>
رغم ما حمله محمد متولي من موهبة فائقة، إلا أنه اختار سلوك المهمشين في الحياة وعلى الشاشة، هو الشخص الطيب الذي تنشر رؤيته السرور وتبعث الدفء، حتى لو اختار أن يكون مهمشا شريرا لبضع ساعات على الشاشة، لا تملك إلا أن تحبه، عيناه وقسمات وجهه الطيبة تفضحه، ولم يتمرد هو على طيبته فحملها معه أينما ذهب وأسكنها روح كل شخصية قدمها فأنسن الأشرار وجعلنا نحبهم - سامحه الله.
من الذي لا يحب "بسة" المهمش المتطفل السخيف محدود الفكر الذي يسعى للثراء والتمرد على حياة حارة الحلمية، فلا يجد حرجا من العمل مع الإنجليز أو أن يتاجر في المخدرات أو أن يلتحي ويركب موجة توظيف الأموال، ليس من أجل الثراء قدر ما هو الهروب من شبح الفقر إلى لعنة المال، فهو الذي توقن نفسه أن نار المال أفضل من جنة الفقر. شخصية لا تملك إلا أن تكرهها لولا أن من عرفنا إليها هو محمد متولي، الذي جعلنا نرى "ضعف بسة وغُلبه" فنتعاطف معه.
<iframe src="https://giphy.com/embed/9x8KPOqprFL4HYmQia" width="480" height="360" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe><p><a href="https://giphy.com/gifs/9x8KPOqprFL4HYmQia">via GIPHY</a></p>
مهمش آخر يقدمه محمد متولي، هنا هو المحامي غريب الأطوار الذي يرتدي ملابس غير مهندمة، تتنافر ألوانها وتخاصم كل قطعة منها الأخرى، ويقف شعره ويتبعثر رافضا ومكملا "بروفايل" هذا الشخص العبثي شديد الاختلاف.
مكتب المحامي مصطفى بطاطا، يقع في حجرة بمنزله، على البلاط، أثاثه هو منضدة يعتليها "بابور جاز" وأدوات مطبخ، وخلف مكتبه صورة له، تحتها ورقة "جورنال" تداري شرخا في الحائط، في نفس الحجرة نرى شماعة حائط يعلق عليها ملابسه، كل ما سبق ربما يمكنك تخيله إذا كنت واسع الخيال، لكن هل تخيلت يوما أن تجد محاميا يربي في أحد أدراج مكتبه "كتاكيت"؟.
أصبح مصطفى بطاطا كما قدمه محمد متولي، مثالا للتندر يطلقه البعض على المحامين المهمشين الذين يعتمدون في أكل عيشهم على اصطياد زبائنهم من أمام المحاكم أو انتظار مكالمة هاتفية لإخراج مشتبه من قسم الشرطة في قضية بلا قضية.
<iframe src="https://giphy.com/embed/4QEPCHl61Q3bIuOGm7" width="480" height="360" frameBorder="0" class="giphy-embed" allowFullScreen></iframe><p><a href="https://giphy.com/gifs/4QEPCHl61Q3bIuOGm7">via GIPHY</a></p>
حتى حين اختار محمد متولي أن يكون غنيا بطريقة شرعية، كان "الحاج فوزي" في فيلم "مطب صناعي" مهمشا، مجرد رجل ربما يكون مليونيرا صغيرا أو كبيرا، يملك "كام فدان" ويسكن في قرية صغيرة يأتنس بأهلها، دور صغير الحجم في فيلم تجاري، لكن ممثلنا الكبير طبعه في ذاكرتنا للأبد، هكذا عاش محمد متولي، رحيق ينتشر في محيط حياتك ويتسلل إلى روحك دون أن تشعر، فيستقر في القلب و"يربّع".. يذهب الجسد ويديم الله سر الروح.. إنا لله.
اقرأ أيضا:
"ليه خليتني أحبك؟".. ليلى مراد "خادمة" اكتشفت خيانة أنور وجدي