التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:43 ص , بتوقيت القاهرة

إيهاب جلال وفلسفة تدريب سليمان عيد!

بعد أسابيع قليلة من توليه تدريب فريقه الجديد بايرن ميونيخ مطلع موسم 2013/2014، صرخ بيب جوارديولا في لاعبيه إذ حاولوا تمرير الكرة بشكل مبالغ فيه أمام فرايبرج في الدوري المحلي.


“التيكي تاكا لا معنى لها ، إنها هراء كامل ، الاحتفاظ بالكرة دون هدف هو تضييع للوقت، إنها وسيلة لضرب الخصم في مقتل ليس أكثر، ولكنها ليست هدفاً في حد ذاته، من فضلكم انسوا تماماً هذا المصطلح، أنا لا أريد أي تيكي تاكا في فريقي إطلاقاً”.


القصة التي ذكرها  كتاب “هر بيب” Herr Pep للصحفي الإسباني مارتي بيراراناو، واحدة من قصص كثيرة يعج بها الكتاب، تحطم  كل ما تحاول الصحافة الرياضية بناؤه من أساطير وخرافات حول "تيكي تاكا". يبرز الكتاب سخط جوارديولا تجاه كل ما تم نسجه صحفياً حول "تيكي تاكا"، وصدامه المتواصل مع الأفكار المعلبة التي تسود عالم كرة القدم الأوروبية. 


تذكرت ما سبق، وأنا أشاهد الزمالك (نسخة إيهاب جلال) في مبارياته الأخيرة، الأمر يبدو وكأن هذا الرجل يدمن على الاستحواذ، الاستحواذ لا شيء غيره يشعره بالنشوة، ليست مهمة أبدا نتيجة المباراة، لن يشعر بالرضا إلا إذا نفذ اللاعبون أفكاره، أو بالأحرى فكرته الوحيدة "الاستحواذ".


لا أدري إن كان الاستحواذ في المطلق هو كل أهداف إيهاب جلال مع الزمالك، أم أنه هدف مرحلي، يعني هل يرى مدرب مصر المقاصة وإنبي السابق أن كرة القدم لعب وفن وهندسة دون النظر إلى النتيجة النهائية؟ وهي نفس الفكرة التي يروجها قطاع كبير من الزملكاوية ربما عن اقتناع، وربما أيضا عن "قلة حيلة"، أم يهدف جلال إلى بناء شخصية مختلفة للفريق بأساس سليم فلا ينظر للنتائج حاليا؟.


إذا كان التصور الأخير هو الحقيقي؟ هل يضمن جلال صبر جمهور الزمالك؟، هل هو في مأمن على طيش مرتضى منصور؟، هل هو في معزل عن انتقادات ونفسنة بعض "أبناء النادي"؟... أصلا هل يحمل جلال مشروعا حقيقيا للزمالك؟.


لا شك أن لاعب ومدير الكرة السابق في الإسماعيلي بنى مشروعا مميزا مع مصر المقاصة، ربما لم يكلله ببطولة، وربما أيضا تركه دون مناسبة، لكنه قدم كرة قدم ممتعة وصنع فريقا له أسلوب لعب واضح، وأظهر لاعبين موهوبين تهافتت عليهم الأندية، لكن معظمهم خرج من ملعب الفيوم خروج الأسماك من بحيرة قارون، فذهبوا إلى الأهلي والزمالك.


الأمر بالمناسبة يحسب لجلال الذي يجيد اختيار من ينفذون أفكاره، حتى لو لن يصلحوا لتنفيذ أي أدوار أخرى - الأمر أشبه باستخدام ممثلين في أدوار نمطية يجيدونها عادة وأن تترك لهم مساحة للارتجال فيبدعون، فـ زينات صدقي سيدة شعبية، وعبد الفتاح القصري مَعلم، فتخيل أنه بعد فترة قرر القصري تغيير جلده ولعب دور "الجان"، أو أنك سمعت أن المنتج الفلاني تعاقد مع سليمان عيد لتقديم شخصية "أدهم صبري" سينمائيا لأنه تميز في لعب دور عسكري أمن مركزي.


 هل يصلح نجوم الصف الثاني لأدوار البطولة المطلقة؟.. في الميركاتو الشتوي جاءت تعاقدات الزمالك مع لاعبين منهم من كان يجلس على مقاعد بدلاء فريقه، فقط لأنهم يجيدون تنفيذ فكرة إيهاب جلال، لكن أين اللاعبين الأبطال؟ مَن مِن لاعبي الزمالك يملك شخصية البطل؟، كم لاعب في الزمالك يحمل في رصيده بطولات عدة ويمتلك الطموح والدوافع لجلب المزيد؟، ربما يكون في تعاقدات الزمالك الجديدة أو تلك التي أبرمها في بداية الموسم لاعبين جيدين بحق، يمكن أن يصبحوا جزءا من مشروع كبير، لكن على من يتكئون حتى يقفوا على أرجلهم بثبات؟.


المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع


للتواصل مع الكاتب اضغط هنا


مقالات أخرى للكاتب: 


نمرة حمزة !


ماذا قال عصام الشوالي ؟!