الإرهاب.. والرمق الأخير !!
أحمد محمد توفيق
تمتشق الدولة المصرية من خلال عملية المجابهة الشاملة "سيناء 2018" سيف "القوة الغاشمة" في وجه غرابيب التطرف والإرهاب، الذين حاولوا عبثاً خلال السنوات الخمس المنقضية، إسدال ستائر الظلام الكثيفة على سماء الوطن ليحجبوا عن أرضه الطيبة شعاع الحق ونور العدل، ويحيكوا المكائد غدراً ليثيروا الفتن في وطن يستمد قوته وبأسه من ترابط أبناءه، بل تمادوا في طغيانهم فاستهدفوا الارتكاز الأمني، والكنيسة، والمسجد، ليؤكدوا بعين اليقين أن قضيتهم ليست السياسة وإنما العداء للإنسانية.. ولكنهم تناسوا في غمرة غيهم أن لهذا الوطن جيش يحميه.
تأتي البيانات العسكرية حول عملية "سيناء 2018" منذ صبيحة الجمعة قبل الماضي، لتعكس تطوراً تكتيكياً في العمليات التي تخوضها قواتنا المسلحة ورجال الشرطة ضد عناصر الإرهاب والتطرف، بطول البلاد وعرضها، فالظهور الملفت للمتحدث العسكري في بيان إطلاق العملية الشاملة، أظهر الصورة بكامل تفاصيلها أمام الرأي العام المصري ووسائل الإعلام الغربي.. فالدولة المصرية قد نفذ صبرها، وجولة الحسم في معركة الشرف قد آن أوانها، وأصبح على الإرهاب أن يلفظ آخر أنفاسه، ويفقد قدرته نهائيا على التحرك والتهديد.
كما أثارت البيانات المتعاقبة للعملية الشاملة "سيناء 2018" مشاعر الفخر التي امتزجت بالدهشة، فكما كشفت لغة الأرقام التي سيطرت على البيانات؛ حجم الإنجاز، فقد بدت في حقيقة الأمر مفزعة، لاسيما حين نحاول أن نتصور ما كان ليحدث لو ظلت طليقة تلك الأعداد التي تم ضبطها من العناصر التكفيرية، تأوي بأمان إلى ماتم تدميره من أوكار إجرامية، وتتحرك بمرونة عبر ماتم استهدافه من عربات دفع رباعي، وبحوزتها ماتم تحريزه من سلاح وعتاد ومتفجرات وأجهزة اتصال، لتعيث في الأرض الفساد.
تبقى الشفافية.. هي الكلمة الدالة التي تربط كافة البيانات الصادرة حتى الآن بخصوص عملية "سيناء 2018"، حيث حرصت لغة الأرقام واللقطات المصورة والمصطلحات العسكرية المتخصصة، على أن تضع الرأي العام المصري على خط النار، يتابع عن كثب بطولات أبناء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة، ويتعرف بفخر على الانجازات والانتصارات التي تتحقق على الأرض، في الوقت الذي تمكنت تلك البيانات أيضا من لفت إنتباه العالم إلى حقيقة التحدي الذي تتصدى له القوات المسلحة المصرية، على النحو الذي تكشفه متابعة الصحف ووسائل الإعلام الغربية، حيث تبدو قواتنا المسلحة إن جاز التعبير وكأنها تحارب بالوكالة عن العالم أجمع ذلك الإرهاب المستوحش، الذي بات خلال السنوات الأخيرة يتمتع بقدر أكبر من مرونة الحركة عبر الحدود والأوطان، يهدد الشعوب بمختلف لغاتها وأديانها، وربما آن لهذا الارهاب ان يتحطم على صخرة الصمود المصرية التي اعتادت على مر العصور دحر العديد من جيوش الطغاة.
لست خبيرا عسكريا، ولكنني أتابع مجريات عملية "سيناء 2018" بعين مواطن مصري، آلمه أن يعبث بوطنه حفنة مرتزقة من جرذان قوى الظلام والتطرف، وأبكته طوابير الشهداء الذين صعدوا إلى السماء وتركوا ورءهم الآلام للثكالى والايتام والارامل، وأغضبه استهداف الآمنين في دور العبادة بكل خسة وغدر.. وبدافع مصريتي ايضا أتطلع بترقب وشغف للحظة أن يهدأ غبار عملية المجابهة الشاملة، فأرى رايات الفخر تخفق، وعلامات النصر ترتفع، وأشعة السلام والحق تنساب فوق ربوع أرض مصر الطيبة، ونور العدل يضئ سماءها الصافية، وروح العمل تدب من جديد في قلوب شعبها الأبي الصبور.
* المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
* مقالات أخرى للكاتب:
رسائل الرئيس المنصفة: شريف إسماعيل