هل يحصل "محمد صلاح" على "نوبل" للسلام؟
"11 سبتمبر 2001".. تاريخ لا يمكن أن يذهب عن بالنا، هو اليوم الذي ضرب فيه مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتبنى القيام بهذا العمل تنظيم إرهابي مدعيًا أنه ينفذ حدود الله وتعاليم الإسلام، منذ ذلك الحين بدا الاتجاه العام في بلاد الغرب لكره الإسلام والمسلمين، حيث اعتبر الجميع أن المسلمين هم حفنة من الإرهابيين عديمي الرحمة قساة القلوب.
لم تكن تلك الحادثة هي الأخيرة، فسنة تلو الأخرى تقع الحوادث الإرهابية التي تنفذ من قبل تنظيمات مسلحة تضم أعضاء متشددين من مرضى النفوس يسددون ضرباتهم الإرهابية تجاه العالم زاعمين إنهم ملتزمين بتعاليم الله ومطبقين للشريعة الإسلامية.
النظرة الكارهة التي أرتأى بها الغرب الإسلام والمسلمين، كانت بمثابة سهام ملتهبة تخترق قلوب الجميع، ما دفع المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف لمحاولة تغيير تلك الصورة الذهنية التي كونها الغرب عن المسلمين وإعلامهم بالحقيقة، لكن كلما نجحوا في سلك خطوة هامة، انطلق إرهاب ليؤخرهم عشرات الخطوات.
"محمد صلاح" لاعب كرة القدم إبن مدينة "طنطا" البار لأهله ووطنه الذي سماه كل من يعرفه بالمهذب والخلوق والملتزم دينيًا، خرج من بلاده عام 2012 ليحقق حلم الاحتراف بلعبة كرة القدم المحبوبة إلى قلبه، ولم يكن يعلم هو أو غيره أن مشواره لن يكون حافلًا في لعبته فقط، بل سيتحول هو كشخص إلى رمز مسلم مصري تحتفي به جماهير العالم، بعدما غير نظرتهم للإسلام والمسلمين.
الشاب المصري الخلوق، لا تصيب أهدافه شباك الفرق الإنجليزية فقط، بل تصل أيضًا لقلوب الجماهير الغرب ليروا المسلم بصورة مختلفة عن صورة "الإرهابي" التي اعتادوا رؤياها في وسائل الإعلام بعد الحوادث الإرهابية والتفجيرات، فلا شك أن مشجعي الفرق الرياضية يصنعون مجدًا حافلًا لنجومهم المفضلين إثر أدائهم الكروي المثالي، وهو ما يدفعهم لأن يتخذوهم قدوةً أيضًا في السلوك والخلق.
"صلاح"، لم يبرز تفوقًا رياضيًا فقط خلال فترة احترافه، بل أثبت أيضًا حسن خلقه ومدى التزامه من خلال مواقفة الإنسانية المتعددة داخل الملاعب بين زملائه ووسط الجماهير، حتى أضحت نظرتهم للشاب المسلم الذي يتجول حاملًا للمصحف الشريف بين يديه، ويسجد شكرًا لربه بعد كل هدف يحرزه، كقدوة ومثالا يحتذون به لحسن أخلاقه وطبعه.
الجماهير التي احتشدت تغني لـ"صلاح"، معبرين عن اعتزازهم بأخلاق المسلم وتفوقه الرياضي، مبدين تحمسهم لاعتناق الإسلام حتى يكونوا مثله، وكذلك الرأي الإيجابي لزملائه ومتابعي الكرة حول العالم فيه سواء عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، كلها ردود فعل على ما يقدمه صلاح من التزام ديني وأخلاقي ومهني من خلال مواقف خارج بلاده وداخلها.
إن اللاعب المصري المحترف "محمد صلاح"، الذي يبدي اهتمامه وحبه لجماهير العالم، ويعتز بإسلامه ومصريته، ويبذل قصارى جهدة لخدمة الجميع سواء من أبناء وطنه أو من الخارج، لا يستحق أن يكون صاحب لقب أفضل لاعب في أفريقيا فقط، ولا حتى أن يتم اختياره سفيرًا للنوايا الحسنة من قبل منظمة عالمية. أقل تقدير واجب منحه لشاب قدر على تصحيح الصورة الذهنية للعالم في الإسلام والمسلمين، فهو يحمل من البراعة ما يكفي ليكون دبلوماسيًا محنكًا، بل يستحق فضلًا لإنسانيته أن يحصل على "نوبل" للسلام.
أقرأ أيضًا..
السيسي والقذر والجميلة.. "حكاية وطن" الحقيقية
حكايتي مع "السيسي" الذي خيب ظني
"تيدا مفيدة"| تقرير مميز لـ أحمد قنديل و دوت مصر برعاية الاتحاد الأوروبي