التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:19 م , بتوقيت القاهرة

ثابت البطل .. "يموت الشجر واقف وظل الشجر ما مات"

يستيقظ الشاب صباح يوم 14 فبراير 2005، يرتدي ملابسه، ينزل إلى الشارع متجها إلى "بوتيك علاء" لشراء "شريط حبيبي يا"، أخيرا بعد 3 أو 4 سنوات يعود محمد فؤاد من جديد، أصبح مطرب التسعينات الأول مقلا في أعماله. "حبيبي يا حلم أنا عشت عمري بستناه واتمناه الفرقة عليا صعبة".. هل اختار فؤاد هذه الكلمات وأطلقها في هذا اليوم تحديدا لينعى ثابت البطل؟!.. في اليوم نفسه مات ثابت، لم يتحمل البطل آلام السرطان أكثر، كان المشهد الأخير وهو يلتف بـ"البطانية" على مقعد مدير الكرة في مباراة افترس فيها الأهلي منافسه التقليدي، لكن الحكاية التي انتهت كان لها بداية بالتأكيد.
 
بدأ المشوار حين رأى كشاف الأهلي الشهير عبده البقال ثابتا وهو في سن التاسعة عشرة فضمه  إلى القلعة الحمراء، قبل أن يبدأ المشاركة مع الفريق الأول في مارس 1975.


 16 عاماً تالية ملؤها الإنجازات كان البطل فيها حامي العرين الأحمر


حقق ثابت البطل مع الأهلي 11 لقباً للدوري و7 ألقاب لكأس مصر، بالإضافة للقبين لدوري أبطال أفريقيا وثلاثة ألقاب لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ولقباً للكأس الأفروآسيوية. وحمل شارة قيادة الأهلي عقب اعتزال محمود الخطيب عام 1987.


في موسم 1975-1976 حقق البطل رقماً قياسياً محليا وأفريقيا فاحتفظ بنظافة شباكه 1486 دقيقة متواصلة.. وهو الرقم الأكبر في تاريخ الكرة المصرية حتى اللحظة.


ثابت البطل


مشوار البطل الدولي مع منتخب مصر بدأ قبل أن يخوض أي مباراة رسمية مع الأهلي، وظل حارساً للمنتخب منذ 1974 وحتى عام 1990، فشارك مع المنتخب في نهائيات دورة لوس أنجلوس الأوليمبية 1984 وحقق معه لقب كأس الأمم الأفريقية 1986 وكان الحارس الأساسي، ولم تهتز شباكه سوى بهدف وحيد، وختم البطولة بالتصدى لركلة ترجيح في النهائي أمام الكاميرون.. كما حصد مع المنتخب ذهبية دورة الألعاب الأفريقية 1987.. وكان الحارس الثاني في قائمة مصر بمونديال إيطاليا 1990.


ثابت البطل مع منتخب مصر


عين ثابت البطل مديراً للكرة بالفريق الأول عام 1995 واستمر خمس سنوات اكتسح فيها الفريق البطولات المحلية والعربية، قبل أن يترك الفريق إلى ليبيا، بعد زلزال رحيل التوأم حسن إلى الزمالك، في وقت اتهم فيه الجميع الراحل بالتسبب فيما حدث.


في حوار أجراه عصام الحسن مع ثابت البطل بجريدة أخبار الرياضة عدد 15 أغسطس العام 2000 سأله الحسن:


- كابتن ثابت، بماذا تبدأ حديثك عن أزمة التوأم حسام و إبراهيم؟


= جملة واحدة أرد بيها قبل أن أكمل الإجابة على أي سؤال: "حب التوأم للأهلي.. وهم كبير".
=ليس حقيقيا إننا استغنينا عن خدماتهم، الحقيقة إنهما رفضا الاستمرار مع الفريق و أنا بريء من رحيلهما عن النادي.


-فضلا الرحيل، لأن أحدا لم يتحرك من أجل مفاوضتهما للتجديد، أليس كذلك؟


=أوضحنا للجميع مرارا و تكرارا بأننا سنجدد في نهاية الموسم كي لا تحدث هزة بالفريق.


-التوأم يؤكدان بأنك تفاوضت مع اللاعبين الصغار و لم تتفاوض معهما؟


=لم يحدث هذا مطلقا، حسام حضر لي بعد العودة من السنغال، و طلب مني السفر لتركيا بعد تلقيه عرضا من نادي أيزوروم سبورت، و هذا ييوضح رغبته في الرحيل عن الأهلي.


-حسام أكد أنك قد دفعته لذلك عندما عرض عليك الأمر، بل أنك شجعته على قبول عرض الاحتراف الخارجي؟


=كالعادة استثمر كلامي بصورة خاطئة، قلت له "شوف مصلحتك.. و هذا العقد فرصة لأي لاعب في سنك".


-شعر بالتأكيد حسام بعدم رغبة الجهاز باستمراره مع الفريق.. ما تعليقك؟


=هذا شعوره الخاص، لا نحاكم اللاعبين بالأحاسيس و النوايا، عندما تركناه للاحتراف بالعين الإماراتي لثلاث شهور، كان يهمنا مصلحته، عندما طلب الاحتراف بنادي الطاي التركي الموسم الماضي، كان يهمنا كذلك مصلحته، لاعب خدم النادي و أعطى الكثير، و لكن للأسف الشديد.. استثمر كلامي بصورة لم تكن في الحسبان.


-هل تقصد أن حسام تصرف بمحض إرادته.. و لم يدفعه الجهاز لذلك؟


=هذه الحقيقة كاملة، ولو عاد في كلامه و طلب الاستمرار مع النادي لوافقنا فورا وقتها.


-إبراهيم حسن يشتكي من المعاملة السيئة.. وهى وراء رحيله، تعليقك؟


=هذا كلام به تجني و مغالط فيه، عندما تأكدنا من رحيل إبراهيم مع حسام إلى تركيا، لم نستأسد عليه كما يقول البعض، أشركناه بمباراة الزمالك و رفض السفر معنا لغانا، وأصرينا أن يكتب اعتذاره في ورقة رسمية.


-لماذا حكاية الورقة؟


=من حقنا، حتى تكون سندا لنا أمام ادعاءاته أمام الرأي العام، و تحسبا لذلك بأن يدعي أننا استبعدناه.


-ولماذا استبعدتوه من قائمة سكة حديد سوهاج؟


=من حق الجهاز الفني استبعاد و ضم من يشاء للقائمة للمباراة التي أتت بعد التتويج بالدرع، و لا يعني ذلك أبدا وقتها أنه بعيد عن حساباتنا.


-هل تصور إبراهيم أن الجهاز الفني لم يقيده بقائمة الموسم المقبل؟


=إبراهيم لا يعلم الحقيقة، أن الجهاز وضعه في قائمة الموسم المقبل وقتها و تم رفع اسم حسام لذهابه للاحتراف في نادي أيزوروم سبورت بتركيا.


علاقة ثابت والتوأم انتهت برحيلهما عن الأهلي


-التوأم يعلنان حبهما وولاءهما دوما للأهلي و الفانلة الحمراء.. ما ردك؟


=يقولوا اللي يقولوه.. أين الحب و أين الولاء، الجميع في عالم الاحتراف يبحث عن حقه، فعلوا ذلك.. لست غاضبا.


-لماذا لم تحاول الجلوس معهما و تهدئتهما و الاتفاق بالبقاء في الأهلي؟


=لم أحصل على فرصة كافية لذلك، قررا السفر، و عندما أشاع البعض مفاوضاتهما مع الزمالك..ضحكت، وراهنت على عدم انضمامهم على أساس كلام "حبهم للأهلي"، مجرد كلام.. و الاحتراف أبقى!


-و لكن أبديا استعدادهما للتوقيع على بياض؟


=هذا لا يمكن أن يحدث، عندما عادا من نيوشاتل عام 1992، أول حديث لهما كان المقابل المادي الذي سيحصلان عليه!


-هل أوضحت الأمور لمجلس الإدارة؟


= رفعت مذكرة لكابتن حسن حمدي، و لم يقل شيئا، أكد على كلامي بعدم التصرف في أي لاعب إلا بنهاية الموسم.


-هل تمسكت بتعليماته؟


=لا يمكننا خرق النظام بالأهلي، هناك سؤال يلح في ذهني.. موضوع التجديد أعلناه لكل اللاعبين بأنه في نهاية الموسم منذ شهور، لماذا ضغط التوأم علينا في الفترة الماضية (قبل مباراة الزمالك بالدوري، و هارت أوف أوك بغانا.. و الإسماعيلي في كأس مصر).


-هل تقصد بأنهما يقصدان سقوط الفريق؟


=الله أعلم، سؤال أطرحه للجميع، ليعلموا من يبحث عن مصلحته و من يبحث عن الأهلي فقط!


-هل سيتأثر الأهلي بغياب التوأم لأول مرة؟


=حسام لم يلعب سوى سبع مبارايات الموسم الماضي ولم نتأثر بغيابه، الأهلي لا يقف على أحد، سنستمر.



بعدها، سافر ثابت إلى ليبيا للعمل هناك، لكن في يوليو 2003 طلب منه الأهلي العودة لمنصبه كمدير للكرة، فعاد مرة أخرى بالرغم من تمسك مسئولي نادي الاتحاد الليبي به وقتها ورفعهم لراتبه إلى الضعف.


في عام 2004 اكتشف البطل أنه مصاب بالسرطان، ورغم تمكن المرض اللعين منه تماماً إلا أن البطل لم يتوقف عن أداء عمله أبدا. فقبل يومين من الوفاة أصر الراحل على التواجد مع فريقه بملعب الكلية الحربية في مباراة القمة أمام الزمالك، قبل أن يرحل كما الشجر واقف.


أبو تريكة وثابت البطل