عمر الديب.. «داعش» يفضح «الإخوان»
لم أقف على «حسنة واحدة» لتنظيم داعش الإرهابي، فتاريخه الدموي، وحبه لإزهاق الأرواح كفيل بزراعة الكراهية في النفوس، وعدم إطاقة سماع اسمه، أو اسم الإرهابيين المنتمين إليه، ويحاربون في صفوفه بزعم الجهاد في سبيل الله، ولا أدري أي إله يحاربون في سبيله!
ولأن الله يُضرب الظالمين بالظالمين، فبالأمس، بث ما يسمى بـ«تنظيم داعش بسيناء» مقطعًا مصورًا اعترف فيه بانضمام الإرهابي «عمر الديب» إلى صفوفه.. ولمن لا يعرف، فإن «عمر» هو نجل القيادي الإخواني «إبراهيم الديب» الهارب إلى ماليزيا، والذي انضم أيضًا للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي، بعد مبايعته أمير داعش «أبو بكر البغدادي».
الاهتمام بـ«عمر الديب» ليس نابعًا من كونه نجل «إبراهيم الديب»، ولكن لأن تنظيم الإخوان الإرهابي وإعلامه المغرض، وعلى رأسه قناة الجزيرة القطرية، واللجان الإليكترونية، ادعوا عدم وجود أي صلة تربطهم بـ«داعش»، وأن الإرهابي عمر «مختفي قسريًا» عقب «اعتقاله» خلال زيارة أسرته، وأنه تم تصفيته بعد ذلك من قبل أجهزة الأمن المصرية.
إن جاز الوصف، يمكن اعتبار مقطع الفيديو الذي بثه «داعش» للإرهابي «عمر الديب» وهو يحرض على قتل الجيش المصري، بمثابة «الفضيحة» لتنظيم الإخوان، وصلته الوثيقة بدعم وتمويل وتفريخ الإرهابيين، وإمداد التنظيمات الإرهابية بالعناصر القتالية تحت ستار «الجهاد».. فعن أي جهاد يتحدثون؟!
الفيديو «الفضحية» اعترف فيه ما يسمى بـ«تنظيم داعش بسيناء» عن انضمام الإرهابي «عمر الديب» إلى صفوفه، منذ فترة، قبل مقتله في «خلية أرض اللواء» بمحافظة الجيزة، وأنه تلقى تدريبًا كليًا مع التنظيم، وخرج في عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية في سيناء، كما تم تكليفه بمهمة إرهابية في الجيزة، لكن يقظة قوات الأمن المصرية، حالت دون حدوث هذه العملية الإرهابية.
فهل نحن بحاجة إلى دليل أقوى من هذا الاعتراف بعلاقة الإخوان بتنظيم داعش الإرهابي؟ وهل ما زال أحد يصدق الأكاذيب والشائعات التي يطلقها إعلام الإخوان وأعوانهم حول الأمن المصري بشأن ما يسمى «المختفين قسريًا»؟!
لقد دأب تنظيم الإخوان على اللعب على عاطفة المُغرر بهم من البسطاء ومحدودي المعرفة بالتاريخ الإجرامي الأسود للجماعة الإرهابية، وراحوا يُطلقون الأكاذيب، ويفبركون الحقائق وينشرون الشائعات ضد الجيش والشرطة المصرية، والترويج لما أسموه «الاختفاء القسري»، و«اعتقال المعارضين»..!
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن واقعة «عمر الديب» ليست الأولى التي يمكن الارتكان إليها لفضح علاقة «الإخوان» بتنظيم «داعش» الإرهابي، والصلة الوثيقة بينهما.. فقد ادعى نشطاء الجماعة الإرهابية أن طالب الهندسة «محمد مجدي الضلعي» كان من ضمن قوائم الإخوان المختفين.. لكن بعد اختفائه بعامين ظهر «الضلعي» في أحد فيديوهات «داعش» باسم «أبو مصعب المصري»، وهو يدعو لقتال الجيش والشرطة المصرية والقضاء على الدولة تمهيدًا لإعلان خلافتهم المزعومة.
وهناك واقعة ثالثة بطلها «عمرو عبد الفتاح» المعروف باسم «أبو وضاء المهاجر».. فهذا الإرهابي ادعى الإخوان «اختفاءه قسريًا»، وحررت أسرته محضرًا بتغيبه.. لكن تبين من خلال صفحته بموقع «فيسبوك» أنه حضر اعتصام رابعة مع الإخوان، وبعدها بفترة ظهر في تسجيل بثه ما يسمى بتنظيم «بيت المقدس» الإرهابي وهو يتبنى الهجوم على فندق «سويس إن» الذي كان يقيم فيه القضاة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالعريش..!
ما معنى ذلك؟
معناه أن من يدعون أنهم مختفون قسريا، هم عناصر إرهابية يتم إعدادهم للانضمام للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية.. ومعناه أيضًا أننا أمام جماعة إرهابية بكل المقاييس، تعمل كـ«حضَّانة» و«مفرخة» لكل التنظيمات الإرهابية، وأن «الإخوان وداعش» وجهان لعملة واحدة، وأنهما يروجان لمصطلح «الاختفاء القسري» لإلصاق تهمة مجرَّمة دوليًا بأجهزة الدولة المصرية، ثم للتغطية على انضمام عناصر إخوانية لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تأخذ على عاتقها قتال قوات الجيش والشرطة المصرية.
وإذا كانت جماعة الإخوان تظن أنها بإدانتها بعض العمليات الإرهابية، والتنصل من مرتكبيها، ستحافظ على صورتها الدولية التي تدعي «السلمية» فإن هذه الوقائع وغيرها تنسف هذه السلمية المزعومة، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك انغماس العناصر الإخوانية من مفرق رأسهم إلى أخمص أقدامهم في الإرهاب.. وأن الذي جاءوا به والذي يدعو إليه تنظيم داعش ليخرج من بؤرة إرهابية واحدة.. فهل ننتبه؟