التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:44 ص , بتوقيت القاهرة

نمرة حمزة !

المرة الوحيدة التي قابلت فيها حمزة نمرة كانت في 2008 ، لم يكن معروفا وقتها، أذكر أنه كان يستعد لإصدار ألبومه الأول، كان من يعرفوه ويهتمون به هم العاملون في حقل التنمية البشرية وما حوله. يومها سمعت منه أكثر من أغنية كلها تدور في فلك احلم، نحلم، بحلم، يللا بينا، نقدر، وكل ما يمكن إضافته لهذا القاموس، يومها قلت لأصدقائي إنه يذكرني بمدرس الأحياء الذي يشرح المنهج على الطبلة، فلا هو يعطي المنهج حقه، ولا هو يقدم فنا حقيقيا.


ليس لدي مشكلة شخصية مع حمزة نمرة ولا أفكاره، هو حر، لكني لم أحب ما يقدمه منذ لقاءنا الأوحد، بعد فترة قدم حمزة ألبومه الأول، وقتها كان قد عرف قليلا بعد أن تبناه المذيع أحمد يونس وجعله يغني تتر برنامجه "ع القهوة" على إذاعة نجوم إف إم. صدى الألبوم جعلني أستمع إليه، وكنت مستمعا جادا دائما للموسيقي - عكس الآن - وقتها التقطت أذني جملا موسيقية مقتبسة من أغنيات أخرى بعضها تركية، وأيقنت أن حمزة لا أمل فيه بالنسبة إلي على الأقل.


قامت ثورة يناير وانشغلنا جميعا في معاركنا العامة والخاصة، وبالتدوين والتنظير على تويتر، وابتعد حمزة عن الغناء قليلا كما ابتعد كل منا عن ثوابت حياته لبعض الوقت، وكان أحد ثوار تويتر الذين يرسلون كلاما يصفق له شعب موقع التدوين القصير، لكن بعد فترة تظهر عظمة القول: "تحدث حتى أعرفك أكثر". انشغلت شخصيا في تفاصيل الحياة ونسيت حمزة تماما، وأظن أن آخر ما سمعت به عنه أنه سافر مع من سافروا إلى تركيا. غير أن الأيام الأخيرة أعادت حمزة إلى صفحات التواصل الاجتماعي مجددا، يقولون إنه أصدر أغنية جديدة.


لم أهتم بسماع الأغنية، فقدت الشغف منذ سنوات لسماع الجديد، وفن حمزة ليس من مفضلاتي، وأنا مالي!.. لكن منشورا انتشر انتشار النار في الهشيم حاصرني وملأ "نيوزفيدي" واخترق مساحتي الخاصة.. فـ مابدّهاش بقى!


وضع صاحب المنشور - لا فض فوه- صورتين لحمزة نمرة الفارق الزمني بينهما 10 سنوات وقال: 
"دا الفرق بين حمزة نمرة 2008 اللي كان بيقول "احلم معايا ببكرا جاي ولو مجاش احنا نجيبه بنفسنا"
وحمزه نمرة 2018 اللي بيقول " بتودع حلم كل يوم تستفرد بيك الهموم"
الفرق واضح جدا في كلمات الأغاني وفي الصورتين حتى شكله باين عليه التراب اللي الزمن حطه علينا ومش بحب أأفور بس بجد حمزة بيمثل كل شاب في مصر والفرق بين ال10 سنين دي اللي كل شاب مصري حس فيهم إن مستقبله سرقه وسرح بيه وهو مش حاسس
من 10 سنين كان بنحلم بحاجات كتير ومكناش نعرف إيه اللي مستخبي لينا ودلوقتي بقينا بنعشم نفسنا باللي فات وبتموت جوانا الذكريات زي ما قال حمزة في الأغنية".


لا أعلم حقيقة إن كان صاحب المنشور جادا في كلامه؟.. هل ينتظر أن يبقى أحدهم 10 سنوات حيا دون أن تتغير ملامحه؟ - دا عمرو دياب ماعملهاش يا جدع! - هل مشكلتنا أنك ومن أعجبهم منشورك تخليتم عن أحلامكم؟ وهل نحن من حولنا حمزة نمرة من إبراهيم الفقي إلى مصطفى كامل؟.. بعيدا عن أن الفن حالات وليس أحادي التوجه والمشاعر، وأن الفنان عليه أن يقدم حالات مختلفة وكل هذا الكلام المعروف، فاختيارات الإنسان في الحياة هي ما تحدد مصيره، وحمزة الذي يمثلكم إذا كان مكتئبا فهو من اختار الاكتئاب.


 آه بالمناسبة.. تراب إيه؟  لو شايف تراب امسح الشاشة، أو قل له يغسل وشه!.


للتواصل مع الكاتب اضغط هنا


اقرأ أيضا:


ماذا قال عصام الشوالي ؟