التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:49 م , بتوقيت القاهرة

في ذكراه الـ110.. "مصطفي كامل" الزعيم الأوحد في السينما المصرية

"لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً" جملة تتردد علي مسامعنا وألسنتنا دومًا، متذكرين واحدا من أشهر زعماء مصر الكاتب والزعيم السياسي المناضل "مصطفي كامل" صاحب فكرة إنشاء الجامعة المصرية، ومؤسس الحزب الوطني، حيث دعا له قبل وفاته بـ100 يوم في خطبة "الوداع".


ويعد مصطفى كامل من أشهر المناهضين للاستعمار، كما كان من أهم الزعماء الذين أثروا الثقافة المصرية ، فكان له دور كبير في مجالات النهضة بمصر، مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، إلي جانب كونه صاحب أول كتاب سياسي في عام 1898 بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، والذي يعد من أهم الكتب في تاريخ السياسة المصرية.


مصطفي كامل


ذكري الزعيم الـ110 


وتحل اليوم الذكري الـ110 لوفاة الزعيم السياسي الأوحد التي جسدته السينما المصرية، فقدم المخرج أحمد بدرخان فيلم "مصطفي كامل" في عام 1952، بعد رحيله الزعيم بـ44 عام، وكان الفيلم الوحيد الذي عرض قصة حياة زعيم من زعماء مصر في النصف الأول من القرن العشرين، فكتب الرواية الكاتب و السياسي  "فتحي رضوان"، وصاغ المفكر والصحفي والكاتب "أنور أحمد" سيناريو وحوار الفيلم، كما قام بدور الزعيم "مصفي كامل" في الفيلم، حيث كانت هذه التجربة هي المشاركة التمثيلية الوحيدة في حياته.


وعرض الفيلم حياة الزعيم "مصطفي كامل" مركزا على حدثين تاريخيتين هامين في تاريخ مصر في النصف الأول من القرن العشرين، الأول: "ثورة 1919" والثاني: بداية قصة حياة الزعيم، عندما كان تلميذًا في مدرسة الخديوية عام 1891، فيبدأ الفيلم بمشهد يعترض فيه أحد التلاميذ على الأوضاع السياسية عام 1919، فيتذكر المدرس نفس الموقف ولكن كان بطله حينها الزعيم الوطني (مصطفى كامل)، الذي قضى حياته كلها في الدفاع عن الوطن، فذهب لدراسة القانون في فرنسا، وعاد مقررًا أن يدافع عن وطنه، فكون الحزب الوطني ليكن منبرًا لعرض قضية وطنه،إلا أن قوات الاحتلال تعاديه، فيبدأ بكتابة مقالاته في مواجهة استعمار بريطانيا لمصر، إلى أن يمرض ويذهب لفرنسا للعلاج، وهناك تصله أخبار عما حدث في دنشواي من مذابح، فيذهب إلى لندن للمطالبة بحقوق بلده، ويعود ولكن يتمكن منه المرض فيموت وسط أسرته.


 فيلم مصطفي كامل


"حكاية الحب في الفيلم من نسيج خيال المؤلف" هذا ما أكده الكاتب والبطل "أنور محمد" في مقال نشره في مجلة السينما والمسرح، حيث أن قصة الحب التي جسدها الفيلم، في حب من طرف واحد من ابنة الأستاذ مجاهد لمصطفي كامل ، هي الشيء الخيالي الوحيد في الفيلم، مشيرًا إن هذا الجزء الخيالي لا يتعارض مع الأمانة التاريخية.


أحاط فيلم"مصطفي كامل" عدد من الملابسات، فلقد نشرت مجلة البوليس عام 1952، إن الفيلم ظل ممنوع من العرض عامين كاملين بعد الانتهاء من تصويره، حيث وقفت ظروف العهد الماضي عائق في وجه استكمال تصويره حتى قامت ثورة يوليو 1952، وبعد خمسة أشهر تم عرض الفيلم وحضر حفل الافتتاح أنور السادات كممثل عن مجلس قيادة الثورة، ويذكر أن الملك فاروق حذف اسم "فتحي رضوان" ككاتب لقصة الفيلم من الأفيش نظرا لوطنيته.


من فيلم مصطفي كامل


ولد الزعيم المصري "مصطفى كامل" في 14 أغسطس عام1874م، في قرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية وكان أبوه "علي محمد" من ضباط الجيش المصري، تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، وكان  يترك المدارس بعد صدام لم يمتلك فيه من السلاح إلا ثقته بنفسه وإيمانه بحقه، والتحق بالمدرسة الخديوية ليكمل تعليمه بمرحلة الثانوية، وأسس فيها جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وبعد حصوله علي الثانوية التحق بمدرسة الحقوق، التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات، ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية، كما تعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية.


mustafa9


كانت للزعيم "مصطفي كامل" العديد من المشاركات الأدبية حيث ألف أثناء دراسته بفرنسا مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، فتعرف علي بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه، حيث كانت من أهم توجهاته تفضيله لوجود الدولة العثمانية عن الوجود البريطاني بشكل عام بالبلاد العربية حيث أن الدولة العثمانية كانت تمثل الخلافة الإسلامية، و التي كان يرى وجوب الخضوع لها.


اشتهر الزعيم "مصطفي كامل" بعديد من الأقوال المأثورة والتي حفرت في أذهان المصريين، ومنها "أحراراً في أوطاننا، كرماءً مع ضيوفنا"، " الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية"، "لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس"، "إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة"،"إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء"، "إن من يتهاون في حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة يعش أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان".


مصطفي كامل


 اقرأ ايضًا..


صور.. "الفستان الأسود ينفع في اليوم الأبيض".. تغير طقوس الأفراح المصرية