"يخرجون من بيوتهم لتحصيل العلم آملين في مستقبل مشرق يحقق أحلام أهلهم في تحسين مستواهم الاجتماعي والفكري.. مستبشرين بما يسمعونه من تصريحات تطوير التعليم وتنمية وإنشاء المدارس ليجدوا أنفسهم تحت سيول الأمطار.. يدرسون في مهب الرياح، تؤلم لفحات البرد نحيل أجسادهم الضعيفة.. ويغرق الطين نعالهم التي وفرها لهم أولياء أمورهم بأشكال من الصعاب".

داخل غرف خشبية، وجدران من "الأبلكاش"، على مقاعد الدراسة المبتلة من قطرات الندى والمطر، وفي أجواء الصقيع والأتربة، يحاول طلاب مدرسة "عزبة الجمل الابتدائية" في الغربية تحصيل العلم، بعدما تركتهم وزارة التربية والتعليم في مهب الريح، يعانون الأمرين طوال ساعات ست وأكثر، حتى بدأوا في شكواهم لعلهم يحصلون على أبسط حقوقهم.. مدارس آدمية، ليست بدولية ولا يابانية، ولا هم ضمن "مشروع المتفوقين" .

وصل صوتهم مسامع الوزارة، فطلبت تقريرا من مديرية التربية والتعليم بالغربية عن تلك الواقعة، التي علمت بها الوزارة مصادفة، فخرج التقرير مذيلا بتعليل هو عذر أقبح من ذنب.. "لا يوجد مدارس في القرية" غير تلك التي تشهد أعمال صيانة.

الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم تلقى التقرير المتضمن تفاصيل تخصيص فصول لطلاب مدرسة "عزبة الجمل الابتدائية" التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية، في محافظة الغربية، والتي أرجعها التقرير إلى وجود مدرسة واحدة فقط بتلك القرية، ودخلت ضمن خطة الصيانة الشاملة للعام المالي 2016 / 2017، وسيتم استلامها وإدخالها الخدمة 15 فبراير الجاري.

وبحسب التقرير، علل مسؤولو التعليم بالغربية، عدم نقل الطلاب إلى مدرسة أخرى لحين الانتهاء من أعمال الصيانة بخوفهم على الطلاب من السفر إلى قرية أخرى بجوارهم، على الرغم من أنه كان مفترضا بهيئة الأبنية التعليمية الانتهاء من أي أعمال صيانة في فترة الإجازة وقبل عودة الطلاب.

من جهتهم، طالب أولياء أمور طلاب مدرسة "عزبة الجمل الابتدائية" بتوفير فصول آدمية لأولادهم، لحمايتهم من خطر المرض والبرد، وحصولهم على حقهم في تعليم جيد.

اقرأ أيضا:

برلماني يطالب باستدعاء وزير التعليم للكشف عن خطته لتطوير المعلمين

تلميذ يقتل زميله في المنوفية.. والتعليم: "كانوا بيهزروا"