"الواي فاي" في المدارس.. هل يكون بوابة لمزيد من مقاطع البلوتوث الساخنة؟
"تفكك الأسرة.. غياب الرقابة.. انعدام القيم.. انهيار الأخلاق.. تراجع الوازع الديني".. أسباب أفردها المتخصصون لتفسير جرائم التحرش في محراب العلم، فما بين خطى التربية "المنزل والمدرسة" نجد الطالب في منتصف الطريق تحاول الشبهات والغرائز الفطرية غير السليمة انتزاعه وجذبه نحوها.
حلقة جديدة لمسلسل الانتهاكات الأخلاقية في المدارس، ظهرت في إحدى مدارس منطقة عباس العقاد، بمحافظة القاهرة، كان بطلها هذه المرة طالبان، تم رصدهما في فيديو مسجل للحظات ساخنة بجوار إحدى جدران المدرسة، في غياب تام لدور المعلمين والمشرفين وغيرهم داخلها.
أعادت تلك الواقعة فتح ملف التحرش الجنسي داخل المدارس، والذي وصل إلى هتك العرض داخل دورات المياه، ولم يسلم منه حتى الأطفال .
كل تلك الوقائع -المتكررة في كل عام دراسي- دون إيجاد حلول تحد منها خلقت حالة من الفوضى والتعود لدى الطلاب على الاطلاع عليها، ووصلت به إلى محاولة تقليد ما يترامى على مسامعه، ويراه بعينه على صفحات التواصل، وشاشات التلفاز، وهو ما دعا الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى التأكيد على أن المشكلة ظاهرة اجتماعية تستحق الوقوف والتأمل ووضع آليات ملائمة لحلها.
تصريحات الوزير تتطلب منه الالتزام بوضع معايير مهنية وعاجلة للحد من تلك الظاهرة، لاسيما بعد أن أعلنت الوزارة، ممثلة في محمد عمر، مدير صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، عن تنفيذ إدخال كافة الوسائل التكنولوجية للمدارس، وعلى رأسها خدمات الإنترنت، والـ"واي فاي"، قبل منح الطلاب جهاز التابلت في الثانوية العامة، كأحد أركان النظام الجديد لها، وهو الأمر الذي يشكل خطرا جديدا على العملية التعليمية، إذا ما لم يتم وضع ضوابط محددة، ورقابة صارمة لاستخدامه.
تهديد
طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، يؤكد في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن تصريحات محمد عمر، ومشروع إدخال خدمات الإنترنت لكافة مدارس الجمهورية -إن صدقت-، تمثل تهديدا على البيئة التعليمية، إذا لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح.
وقال نور الدين، إنه على الوزارة، أن تضع ضوابط معينة تمكنها من قصر استغلال الطلاب لتلك الخدمة على المواقع التعليمية، والصفحات العلمية، والحكومية فقط، دون إتاحة الإطلاع على أي محتوى آخر يريدون مشاهدته، ويسمح لهم بمشاهدة المواقع والصفحات الإباحية، لاسيما في مدارس المرحلة الثانوية، وهي السن الأشد خطرا في حياة الطلاب، منوها إلى أنه لايد من وضع نظام تحكم تنبيهي للقائمين على العملية التعليمية، وتأهيلهم جيدا للتعامل مع تلك الحالات التكنولوجية، والتي يفتقد أغلبهم لآليات التعامل معها حتى لانفتح الباب على مصارعه لزيادة الطين بله.
وتابع معاون الوزير الأسبق، أن هناك مدارس في المحافظات النائية، والحدودية تتطلب دراسة وافية عن كيفية توصيل تلك الخدمات إليها، خاصة وأن هناك عددا كبيرا من تلك المدارس يعاني انعدام المرافق الأساسية والتي تحول دون تنفيذ هذا المشروع.
كارثة
ومن ناحيته قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، أن إدخال منظومة الواي فاي والإنترنت بالمداس، مع وجود تابلت في يد كل طالب دون وجود رقابة أو تطبيقات الكترونية وقوانين تضبط عملية الدخول على المواقع الإلكترونية هو كارثة كبرى، وبداية للإنحراف التربوي والسلوكي.
وأوضح الخبير التربوي، أن وجود الواي فاي في يد الطالب يعبث بالتابلت الخاص به بالمدارس يؤجج الفجوة التعليمية، ويكرس للانحراف سواء في سلوك الطلاب أو في التربية، مشددًا على ضرورة التقنين للواي فاي بشكل لا يسمح للطالب سوى بالدخول على المواقع الاكترونية الخاصة بالتعليم كبوابة الوزارة، والمواقع التعليمية الأخرى المساعدة، او الكتب التعليمة أو المكتبات الإلكترونية.
ربنا يستر
فيما أوضحت الدكتورة عزة فتحي أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن استخدام الواي فاي في المدارس دون تقنين مع تزايد حالات التتحرش بالمجتمع، وفي تزايد نسبها، وظهور بعد الحالات بالمدارس، سيؤدي إلى وجود جيل منحرف يخرق الآداب والسلوك والقوانين.
وأشارت أستاذ مناهج علم الاجتماع إلى أن تعدد وقائع التحرش خلال الفترة الماضية يعكس حقيقة اتجاه بعض الطلاب إلى مقاهي الإنترنت التي تغيب عنها الرقابة، حتى وصلت إلى قيام طالب بالتحرش بطالبة في مدرسة ابتدائي بالقاهرة، مطالبة قبل البدء في تطبيق تلك التجربة بضرورة تقنينها، ووضع تطبيقات لا تسمح للطالب التحول عن المواقع التعليمية، وأن يتم استغلالها بأن تكون مواكبة لما يقوم بشرحه المدرس في الفصل.
اقرأ أيضا
إحالة بعض مسؤولي التعليم في بورسعيد للتحقيق بسبب تدني النتائج