انتخابات الرئاسة والأحزاب المندهشة دائما !
يهل علينا العام 2022 فيخرج مرشح محتمل لانتخابات الرئاسة متحدثاً عن صعوبة شروط الترشح وأنه لم يكن يعلم أن جمع 25 ألف توكيل شيء يحتاج إلي عمل ومجهود وأنه يطالب بتأجيل الانتخابات لمدة عام، ثم يخرج علينا حزب الوفد ليتحدث معنا أنه غير جاهز لخوض الانتخابات ثم يؤيد حزب النور المرشح الذي يدعمه حزب الوفد ثم تأتي الأحزاب اليسارية لتتحدث عن الفقراء وبعد ذلك تعلن أنها غير جاهزة لخوض الانتخابات الرئاسية وهكذا وهكذا.
اغلقوا تلك الأحزاب أو ادمجوها
نعم؛ الحزب الذي لا يخوض ثلاث انتخابات متتالية محليات، أو برلمانية، أو رئاسية، فما هي فائدته إذا؟!
لا أنسى من ذاكرتي موقف حدث لي داخل حزب ليبرالي شهير أثناء قيامى بإعداد رسالة الماجستير، حيث تشكك من الاستبيان وحاول أن يبلغ الأمن، مع أني باحث مصري فى جامعة حكومية، والبحث يهدف إلي تنمية الحياة الحزبية، ولكن الحياة الحزبية فى مصر تكاد تكون متوقفة تماماً، مجرد عدد من المنتفعين يستمرون فى مناصبهم لعشرات السنوات ويطلبوا بالديمقراطية.
عليك أن تتخيل يا صديقي أن الأسهل تقسيم الحزب إلي اثنين أو ثلاثة ولا يتغير كرسي رئيس الحزب بانتخابات ديمقراطية!. كيف تطلب الأحزاب تداول السلطة وهي تتمتع بكل صعوبات تداول السلطة؟!، العجيب فى مصر أن الأحزاب تعلن أنها لا تسعي للسلطة بشكل معنوي.
الحزب كما تعلمنا في السياسة هو كيان يهدف إلي الوصول للسلطة وتقديم البديل فلو لم يكن يمتلك البديل فما هي فائدة وجوده أساساً؟، لدينا فى حدود 104 حزب بالإضافة إلي الأحزاب تحت التأسيس، فأين برامجهم التي تتنافس على الرئاسة؟ وأين وجودهم فى الشارع السياسي؟ هل فوجئت تلك الأحزاب أن لدينا انتخابات رئاسية في تلك الأيام؟ وهل ستقدم بديلا فى انتخابات المحليات القادمة؟ بالطبع ستتوالى المفاجأة بالنسبة لهم خاصةً أنه بعد انتخابات المحليات لدينا انتخابات نقابات وانتخابات برلمانية جديدة.
إن مصر تعاني من المنتفعين الذين يتعاملون مع السياسة على أنها سبوبة وليست شيئا راقيا، فمن المفترض أن السياسيون هم من يغيرون العالم، ولا تنهض أي أمة دون السياسة، والسياسة ليست علم الرفاهية ولكنه علم الضرورة، فبالسياسة تنظم العلاقة بين السلطة والشعب وتفتح المجال أمام الجميع ليجد نفسه جزءا من السلطة.
السياسية هي الحل... للأسف تُرِكَت السياسة فى مصر إلي البسطاء فلا نجد شخصيات بارزة ذات وزن فى الأحزاب المختلفة عكس الحالة السياسية قبل ثورة 52 حيث أننا كنا نجد داخل كل حزب عشرات الشخصيات البارزة القادرة على تحمل المسئولية وقت الحاجة، فمكرم عبيد لا يقل أهمية عن محمد محمود ولا النحاس ولا محمود عبد الهادي فكلهم شخصيات تحتاج إلى دراسات لتسجيل أفكارهم السياسية وإنجازاتهم.
إذا كان حزب الوفد لا يري فى السيد البدوي رئيساً لمصر ولا يرى برنامجه يصلح لخوض الانتخابات، فلماذا اختاروه رئيساً؟ وهل اختار حزب الوفد السيد البدوي رئيساً لأنه رجل أعمال ويمتلك الثروة التي مكنته لقيادة الحزب دون أن يقتنع به أبناء الحزب؟ وهل يري حزب النور السلفي أن الدولة تقدم برنامجه الانتخابي فليس لديهم مرشح قادر على أن يعبر عن أفكار الحزب فى انتخابات الرئاسة؟ وأين الحزب الناصري والأحزاب اليسارية التي تصرخ على صفحات جرائدها متحدثة عن الدعم والفقراء؟ ألا يستحق الفقراء أن تقدموا لهم مرشحا من بينكم يعبر عنكم.