سبعة حالات لقت حتفها، وثلاثة آخرين بين الحياة والموت.. نداءات الأهالي المصحوبة بالدموع تصرخ "عاوزين حقهم"، وأفواه المسؤولين ترد عليهم بفتح التحقيق في الواقعة، فهل يكون ذلك كافيًا لإعادة حق الآبرياء؟ رد المسؤولين السابق جاء على خطى المعتاد فحال حدوث أية كارثة يكون القرار نفسه واحد، يظهر موقفهم وكأنهم "من بنها".

سقوط الأسانسير

مع الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، استيقظ المصريون على حادث مأساوي، إثر سقوط أسانسير مستشفى بنها الجامعي بمن فيه، ما أودى بحياة 6 أشخاص، وإصابة 3 آخرين بإصابات خطيرة.. خرج الدكتور محمود عبدالصبور، عميد كلية الطب بجامعة بنها، يؤكد أنه تم غلق استقبال المستشفى مؤقتًا لمباشرة معاينة جهات التحقيق، موضحًا أنه تم وقف أسانسيرات قسم الجراحة، مع عدم وجود مصاعد للحالات المرضية التي تجري بعض العمليات الجراحية، لافتًا النظر إلى أنه تم التنسيق مع مديرية الصحة بالقليوبية لاستقبال وعلاج الحالات.

السقوط الأول

الواقعة السابقة لم تكن الأولى من نوعها لمستشفى بنها، ففي 8 أبريل 2010، تكرر السيناريو السابق بالتفصيل، إلا أن القدر منع وقود وفيات، واكتفى بإصابة 13 شخصًا بينهم طبيبة وموظفة وعامل، عقب سقوط الأسانسير من الدور الثاني إلى بئر المصعد.. المثير أن التحريات آنذاك أوضحت أن عامل المصعد تفاجأ أثناء وجوده بالمصعد، بإنفصال أسلاك السير الخاصة به حتى سقط إلى أسفل المبنى.

قرر الدكتور صفوت زهران، رئيس جامعة بنها وقتها، بتشكيل لجنة من كلية الهندسة لمراجعة وفحص أعمال الصيانة بالمصعد، وبيان ملابسات الواقعة ومسبباتها وإحالة المتسببين فيها للتحقيق، مع إيقاف جميع مصاعد المستشفى البالغ عددها 12 مصعدًا، وعدم تشغيلها إلا بعد قيام شركة الصيانة بإعداد تقرير فني عن كفاءة جميع المصاعد بالمستشفى.

أغذية فاسدة

خطايا مسؤولي المستشفى لم تتوقف عند هذا الحد، ففي عام 2012، تقدمت 167 ممرضة وعددٍ من الأطباء بشكوى رسمية إلى عميد كلية الطب البشري ببنها، بسبب تدني مستوى تقديم الوجبات الغذائية، وتضمن الشكوى ردائة الوجيات ووجود أخرى منتهية الصلاحية، وتحوى على حشرات، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي.

ونصت الشكوى أن هذه التجاوزات تظهر عدم كفاءة المتعهد بالتوريد، وتواطؤ لجنة الاستلام بإدارة التغذية بالمنشتفى معه، ما يلزم بفتح باب التحقيق معهم.

اقرأ أيضًا..

"إياك والزواج من كبيرة القدمين".. وصفة بائع محترف للإيقاع بزبائن معرض الكتاب

في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. كيف كانت الإسكندرية بوابة الدخول لقلب إسرائيل؟