التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:04 م , بتوقيت القاهرة

بارزاني وبوتشيمون.. العودة المستحيلة في العراق وإسبانيا

شخصيتان تصعدان وتسقطان من المسرح السياسي في التوقيت نفسه على الرغم من أنهما لم يتقابلا يومًا وتفصل بينهما قارات، هما مسعود بارزاني وكارليس بوتشيمون رئيس كتالونيا المقال.


القصة بدأت مع مطالب حكومة كتالونيال بالانفصال عن إسبانيا في الوقت نفسه الذي أعلنت فيه حكومة كردستان عن استفتاء الانفصال عن العراق.


الصعود بالاستفتاء


كانت النتيجة أن حكومتي بارزاني وبوتشيمون أعلنتا عن الاستفتاء وسط معارضة حكومتي بغداد ومدريد المركزية وعدم اعتراف من المجتمع الدولي.


وأقيم استفتاء كردستان في 25 سبتمبر وكان أول المهنئين وأخرهم كارليس بوتشيمون الذي أقامت حكومته في برشلونة استفتاء الانفصال عن إسبانيا في 1 أكتوبر، وجاءت النتيجة في الاستفتائين لصالح الانفصال عن الدولة الأم.. ولكن لعدم اعتراف أي دولة بالاستفتاء ظل الحال كما هو.


وصعد وقتها نجم بارزاني وبوتشيمون في وسائل الإعلام إذ الإعلام الكردي يصف بارازاني بأنه مؤسس الدولة الكردية، وبوتشيمون يوصف بأنه السياسي الذي وقف ضد إسبانيا وسيجلب الحرية للكتالونيين.


مسعود بارزاني


الهزيمة والاختفاء


الفصل الثاني من القصة جاء مع اصطدام الأحلام بالواقع فلا رئيس كتالونيا أعلن الانفصال ولا أربيل أعلنت الاستقلال، ولكن التحذيرات من إسبانيا والعراق كانت واضحة "لن يكون هناك استقلال بناء على استفتاء غير قانوني".


وتدخلت القوات العراقية واستعادت كركوك ومعها الأراضي المتنازع عليها مع حكومة كردستان، بينما دخلت إسبانيا من اليوم الأول بالقوات الأمني واشتبكت مع المصوتين في استفتاء كتالونيا وعندما أعلنت الحكومة الكتالونية الانفصال من طرف واحد، كان الرد الإسباني بدخول قوات الأمن للمرة الثانية وإقالة الحكومة الكتالونية وتعليق الحكم الذاتي والقبض على قادتها ممن نظموا الاستفتاء.


واختفى في تلك المرحلة بارازاني وبوتشيمون فبارازاني انتهت فترة حكمه ولم يتمكن من إقامة الانتخابات الرئاسية لكردستان كدولة مستقلة.. بينما بوتشيمون الذي لم يعترف بالإقالة هرب خارج إسبانيا كلها في سيارة واختبأ في بلجيكا بينما تم القبض على نائبه.


كارليس بوتشيمون


العودة عن بعد


الفصل الثالث كان مرحلة العودة والظهور الإعلامي بعيدًا عن تحقيق نجاحات على أرض الواقع فحتى مع كون نتيجة انتخابات كتالونيا جاءت لصالح حزب بوتشيمون المؤيد للانفصال فإن الرئيس الكتالوني المقال ظل هاربًا معلنًا إنه يريد العودة ولكن إسبانيا تريد الانتقام منه، على الرغم من أن الحكومة الإسبانية أعلنت إنه إذا أراد الترشح لرئاسة الإقليم من جديد فكل ما عليه هو الحضور بنفسه وتسجيل اسمه في قوائم الترشح.


أما مسعود بارازاني فظل محتفظًا بزعامة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني، بلا رئاسة الإقليم نفسه، لكنه عاد على الساحة قبل أيام ليهدد الحكومة العراقية بأن القوات الكردية ستعود للاستيلاء على كركوك ودون تدخل عسكري أصلًا، لأن دخول القوات العراقية كان سببه الخيانة الداخلية من بعض الأطراف الكردية على حد قوله.


ولكن الوضع في العراق كما هو في إسبانيا فكلًا من بارازاني وبوتشيمون مصران على موقفهما من الانفصال، والعودة على الساحة بدون أن يكون لهما منصبًا رسميًا.


 


اقرأ أيضًا


مسعود بارزاني يهدد باستيلاء الأكراد على كركوك من بغداد


فيديوجراف| مسعود بارزاني ورئيس كتالونيا.. صعود وسقوط بسرعة الصاروخ