جون ماكين.. رجل الفضائح في ثوب أخلاقي
خرج السيناتور الأمريكي جون ماكين، في تصريح جديد يدين فيه ما يصفه بالقمع في مصر، خلال بيان له في الذكرى السابعة على ثورة 25 يناير، وكأن ماكين يريد تصوير نفسه في صورة الرجل الأخلاقي المدافع عن الديموقراطية ناسيا تاريخه في الفضائح التي لاحقته منذ الثمانينات.
فضيحة كيتينج
في عام 1989 تفجرت فضيحة فساد كبرى في الكونجرس الأمريكي، حيث تعاون 5 من أعضاء الكونجرس للتدخل حتى يتساهل المحققون الفيدراليون على رجل الأعمال تشارلز كيتينج، الذي ارتكب انتهاكات حصل فيها على أموال تأمينات ومدخرات وقروض لم يردها لأصحابها.
وبحسب CNN، كان اتضح أن ماكين ومعه أربعة من أعضاء الكونجرس هم: "ألان كرانستون وجون جلين ودونالد دابليو ريجل ودينيس ديكونشيني" كانوا جميعا حصلوا على أموال تبرعات من كيتينج من أجل حملاتهم الانتخابية للكونجرس، وكلهم أرادو "رد المعروف" بتخفيف إجراءات الحكومة ضده.
وبحسب CNN فإنه لم يحدث من قبل أن تم اتهام 5 من أعضاء الكونجرس بالتعاون لحماية متبرع في حملتهم الانتخابية، الأمر الذي وصفته وسائل الإعلام الأمريكية بأنه "أسوأ فضيحة أخلاقية في تاريخ الكونجرس".
وفي النهاية، حكمت لجنة الأخلاقيات في الكونجرس على ماكين بسوء التصرف ولكن لم تدينه صراحة، وذلك لأنه قال في شهادته إن مقابلاته مع كيتينج كانت لقاء بين أصدقاء وأن عائلته غالبا ما تحضر نفس المناسبات والاحتفالات مع عائلة كيتينج مما يعني إنه لا يمكن تأكيد إن كان قابله بشكل خاص من أجل التعاون معه ضد الإجراءات الحكومية، واتضح بعدها أن العائلتين كانتا تذهبان لجزر الباهاماس معا في العطلات، لكن تم الكشف أيضا أن سيندي ماكين زوجة السيناتور كانت تملك أسهم في شركات كيتينج، أي أنه كانت هناك صلة مباشرة بين كيتينج وماكين.
ولكن حتى مع بقاء ماكين في الكونجرس لنهاية فترته فإن الفضيحة منعته من الترشح لدورة جديدة.. حتى عاد للحياة السياسية مع صعود جورج بوش الابن.
رجل الفضائح
يروج جون ماكين لنفسه حاليا كرجل أخلاقي يعارض حتى رئيسه دونالد ترامب المنتمي لنفس حزبه، حيث عمل على إبطال مشروع ترامب للرعاية الصحية، بل إنه بحسب موقع "بوليتيكو" كان الصوت الحاسم في التصويت على إلغاء قانون أوباما واستبداله بقانون ترامب.
ولكن بحسب صحيفة "واشنطن تايمز" وصحيفة "ديلي ميل"، يمكن الرجوع لتاريخ الخصومة بين ترامب وجون ماكين لمعرفة أن تصرفات ماكين لم تكن بدافع أخلاقي بل من أجل مصالحه هو، فقلها كان ماكين حاول تقويض رئاسة ترامب عبر التعاون مع شركة تحقيقات خاصة جمعت معلومات تقول إن ترامب يتعرض للابتزاز من روسيا وأن الحكومة الروسية تمتلك تسجيلات جنسية على الرئيس الأمريكي، وكان ماكين من سلم الملف بنفسه للكونجرس حتى يتم التحقيق في الأمر.
الأمر الذي أنكره ترامب وروسيا، بل اتضح بعد ذلك أن شركة التحقيقات التي تعاون معها ماكين كانت تعمل في الأساس لصالح هيلاري كلينتون، وجمعت تلك المعلومات بغض النظر عن صحتها من عدمها حتى تستخدمها هي وقت الانتخابات الرئاسية ضد ترامب في 2016.
وفتح الكونجرس التحقيق ضد تورط أوباما وهيلاري كلينتون، في تأجير المحققين ضد مرشح رئاسي بشكل غير قانوني.
رجل الحرب
يعتمد ماكين حاليا أيضا على صورته كبطل حرب تعرض للأسر والتعذيب في حرب فيتنام، الأمر الذي يستخدمه مؤيدوه للترويج لكونه رجل سلمي يستحق الاحترام ويعارض التدخل في شؤون الدول بعكس ترامب الذي هو نجل رجل أعمال ثري لم يقم بالخدمة العسكرية.
لكن في الحقيقة فإن مواقف ماكين العسكرية لم تكن مشرفة للغاية، فهو كان من أشد المؤيدين لحرب العراق التي يعارضها ترامب، كذلك كان يرفض سحب القوات الأمريكية من العراق، وكانت أرائه تلك السبب في خسارته الانتخابات الأمريكية ضد باراك أوباما عام 2008 لأن أوباما كان من وعد بخروج القوات الأمريكية من العراق.
وفي إحدى المناظرات كان ماكين يصر على أن الجيش الأمريكي نفسه يريد البقاء في العراق وأن الجنود يقولون له "دعنا ننتصر في هذه الحرب"، وقال إن "انعزال الولايات المتحدة هو ما تسبب في صعود هتلر".
الأمر الذي رد عليه منافسه وقتها رون بول في المناظرة قائلا إن ماكين لديه وجهة نظر مشوشة فهو يخلط بين الانخراط الأمريكي في العالم وبين التدخل العسكري وفرض إرادة واشنطن على دول أجنبية أصبحت تكره أمريكا بدلا من التعاون معها تجاريا واقتصاديا وثقافيا.
اقرأ أيضا
سببها جون ماكين.. هل تبتز روسيا ترامب بفيديو جنسي؟
الملف الجنسي.. كيف تورط أوباما وكلينتون في ابتزاز دونالد ترامب؟