التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:22 ص , بتوقيت القاهرة

مواجهة الاتجار بالبشر

نهاية شهر يوليو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، وهي الظاهرة التي رأت الأمم المتحدة أنها أصبحت منتشرة وخطيرة بالشكل الذى يستحق ان يكون لها يوم عالمي للتذكير بأهمية مكافحتها ووضع استراتيجية أممية لمواجهتها.
 
للأسف الشديد أن التقارير الأممية أصبحت تشير إلى أن مناطق النزاع المسلح هي الأعلى كثافة في ممارسة هذه الظاهرة، وعلى رأسها اليمن وليبيا وسوريا، حيث يتم استغلال الأطفال والنساء في الصراع المسلح هناك بين الفصائل الإرهابية حيث تشير العديد من التقارير إلى أنه تم توثيق الكثير من الحالات لجرائم تتعلق بالزج بالأطفال والنساء في النزاع المسلح، واستخدامهم في أعمال غير مشروعة وإجبارهم على ممارسات لا إنسانية.
 
تعرف الأمم المتحدة الاتجار بالبشر على أنه " جريمة استغلال للنساء والأطفال والرجال لأغراض عدة بما فيها العمل القسري والبغاء ". كما عرفه البروتوكول المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية على أن " الاتجار بالأشخاص يعني تجنيد أو نقل أو إيواء أو استقبال أشخاص عن طريق استعمال أو التهديد باستعمال القوة لأغراض الاستغلال ".
 
منذ مطلع عام 2010 وبدأت الأمم المتحدة بالاهتمام بالظاهرة أكثر، ووضعها على أجندة الوكالات المعنية بحقوق النساء والأطفال لأنهم الأكثر عرضة لمخاطر الإتجار بالبشر، وحث الدول الكبرى على ضرورة وضع خطط لمواجهة الظاهرة، وتطوير منظومتها التشريعية بالشكل الذى يسمح بمواجهة المتاجرين بالبشر، وعدم افلاتهم من العقاب.
 
وتسعى الأمم المتحدة منذ سنوات لتأسيس وكالات متخصصة في التعامل مع النساء والطفال ضحايا هذه الممارسات اللا إنسانية، وتخصيص صناديق لجمع التبرعات لضحايا هذه التجارة المجرمة.
 
الحقيقة المرة هي أن المناطق التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، انهارت فيها الأنظمة السياسية وبالتالي انهارت ورائها المنظومة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية لدول المنطقة، وأصبحت هذه المناطق هي الأخطر على الأطفال والنساء فى العالم، بسبب عدم وجود أي نظام يحمهم على الأرض من الممارسات اللا إنسانية التي يتعرضون لها منذ سنوات.
 
أغلب أشقائنا في المنطقة توجهوا إلى الدولة المصرية بحثا عن الأمن الذي افتقدوه في وطنهم، وجميعهم يقيمون على أرض جمهورية مصر العربية منتظرين عودة الحياة السياسة في أوطانهم مرة أخرى ليعودوا إلى ديارهم.
 
هؤلاء الأشقاء لم يكن يخطر ببالهم أن تحركات أبناء شعب من الشباب الذى غرر بهم وحملوا السلاح ضد الدولة أنه سيعود عليهم بكل هذا الخراب، وأنهم سيخرجون من ديراهم حفاظا على أرواحهم، لم يكون أي مزارع أو تاجر في أرض سوريا واليمن والعراق وليبيا يتصور أنه سيخرج من وطنه بحثا عن أمنه هو وأسرته.
 
كنا ننتمي أن تكون استراتيجيات الأممية أكثر قوة وفاعلية، وأن تكون داعمة للجهود المصرية لحفظ السلام في المنطقة وعودة العملية السياسية لحكم المناطق المتنازع عليها، بعد خروج الإرهابيين الاجانب منها، وتسليم الأرض لأصحابها، لتعود مرة أخرى ديار آمنه لأصحابها الذين شردوا، واصبحنا نطلق عليهم اللاجئين.