التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:19 م , بتوقيت القاهرة

رسائل انتخابية

إسلام الغزولي
إسلام الغزولي
على مدار أيام الانتخاب الثلاث، أرسل المواطنون المصريون رسائل هامة يجب أن يعيها جيدا كل مهتم بالشأن المصري، رسائل توضح خصائص الشخصية المصرية، وطبائعها، تلك الشخصية التي حاول البعض خلال الفترة الماضية تشويهها وإظهار سلبياتها بدلا من دعم إيجابياتها.
وأجد أن أول وأهم تلك الرسائل على الإطلاق أننا شعب يحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، ونحب الفرح والعيش بسلام وهدوء، هذه هى خلاصة العملية الإنتخابية بكل مشاهد الفرح والغناء أمام اللجان، هى رسالة فى وجه كل كارهى الحياة، وكارهى الفرح ومحبي تشويه المواطن المصري.
من حق المصريين أن يسعدوا بإنجازاتهم العظيمة، ومن حقهم أن يستمتعوا بممارسة حقوقهم الدستورية والتصويت فى عملية انتخابية نزيهة، فهذا ما بذلوا من أجله كل غال ونفيس.
من حق نساء مصر وفتياتها الفخر بعد ما قدموه للوطن من تضحيات والوقوف أمام قوى الشر والإرهاب نساء مصر الذين قدموا أولادهم وأزواجهم شهداء لحماية الوطن حتى يشعر المصريون بالآمان، فهذا خير رد على المتربصين، والإرهابيين، هذا خير رد على التفجير الخسيس الذى إستهدف عروس البحر المتوسط الإسكندرية قبيل العملية الإنتخابية، وراح ضحيته شرطي بأيام.
الواقع إنني لا أجد نفسي مطالبا بأن بالرد على مهاترات الجماعة الإرهابية التي دأبت على التلاعب بالدين وتوظيفه لما يصب في صالحها وأتباعها في فرضياتهم الجدلية التي لا تهدف إلا لإستدراجنا نحو مربعات التشكيك والكره وبث الحالة السلبية وخفض الروح المعنوية للمواطن المصري وصولا لتنفيذ مخططاتهم، وأبلغ رد على كل الجبناء الذين فعلوا فعلتهم هروبا من هزائم نكراء ألحقها جنودنا البواسل بالإرهابيون وتنظيماتهم ومموليهم سواء من الداخل او الخارج بأن جعلوهم يفرون كالفئران من أرض المعركة فى سيناء، ويستهدفون المدنيين العزل ويحاولون إثناء المواطنين عن المشاركة على طريقة الأقزام والفاشلين. رد المواطنين المصريون ردا قويا على من استهدفوا موكب مدير أمن الإسكندرية والذين حاولوا منه توجيه رسالة ترويع وإرهاب للمواطنين الآمنين، وتحول الشهيد الذى فاضت روحه فداءا للوطن، إلى دافع أكثر قوة للمواطنين وحضهم على نزول الانتخابات والمشاركة بكثافة.
كل هذه الرسائل تؤكد على أننا نحتاج مزيدا من الجهد لترسيخ مفاهيم احترام رأى الآخر، والانصياع لرأى الأغلبية ممن قالوا كلمتهم، حتى على مستوى النخبة السياسية والسادة النشطاء.
فهؤلاء أول من لم يحترم إرادة الجماهير، ويؤسفنى أن أرى بعضا كنا نحسبهم مناضلين لتحرير الوطن وانتزاع حقهم فى الإدلاء برأيهم، أيا كان هذا الرأى، يحرضون المواطنين على الامتناع، وينكثون ويمنون على الناس بنضالهم بل حاول البعض أن يعود من جديد بفكر المصالحة.
لا أعرف فى أى ديموقراطية فى العالم يوجد هذا النوع من الانتقائية فى المشاركة، والانتقائية فى الاستماع لصوت الأغلبية، هؤلاء أنفسهم من امتنعوا عن التصويت فى إنتخابات البرلمان، وظلوا بعد ذلك ينبحون بأن قرارات المجلس لا تمثلهم.
من المثير للدهشة أن يكون المواطنين البسطاء من لم يمارسوا اللعبة السياسية يوما، ولا باع لهم بها، هو أوائل المشاركين والواقفين فى الصف بينما يظل هؤلاء يعيدون الكرة مرة بعد أخرى، ولا يتعلمون أبدا أن الاحتكاك والمعايشة على أرض الواقع هما الطريق الوحيد ليأخذهم الناس على محمل الجد.
إلى النخب إستمعوا إلى المواطنين البسطاء لعلكم تفقهون.