مدير IBM مصر: السوق المصري واعد.. ولدينا اهتمام خاص بالشباب (حوار)
تعد شركة IBM واحدة من أقدم الشركات التكنولوجية داخل السوق المصري، عرفناها في السابق بأنها أحد أكبر الشركات المتخصصة في صناعة الكمبيوترات، ولكن في السنوات الماضية اتجهت الشركة للتركيز على البرمجيات بشكل أكبر، وإتاحة الحلول التكنولوجية المتطورة لمساعدة الشركات والأفراد.
ولعل الدور الذي تلعبه IBM داخل مصر يرتكز بشكل رئيسي على تأهيل الكوادر البشرية وتدريبها على استخدام التقنيات فائقة التطور، كي تستطيع تلك الكوادر في قيادة التحول الرقمي داخل مصر، هذا ما ركز عليه المهندس وائل عبدوش مدير عام IBM مصر خلال حواره مع "دوت مصر"، وهو أول لقاء صحفي يجريه منذ توليه هذا المنصب قبل أشهر قليلة خلفا للدكتور عمرو طلعت الذي يشغل الآن منصب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وإليكم تفاصيل الحوار....
في البداية، نتفق جميعا على الدور الكبير الذي تلعبه الحكومة المصرية حاليا ضمن خطة "التحول الرقمي"، فكيف تتعاون IBM مع الحكومة من أجل دعم تلك الاستراتيجية؟
بالفعل نلمس جميعا الجهود الحكومية المبذولة من أجل تنفيذ خطة التحول الرقمي التي تم وضعها مؤخرا في مصر، وأؤكد لك أن تلك الخطة تمتاز بالذكاء الشديد، فهي تراعي طبيعة المجتمع المصري وفي نفس الوقت تراعي التطورات العالمية التي نشهدها في مختلف الدول حولنا، فمن الذكاء أن تختار طريقة إدارة عملية التحول الرقمي مع تسخير الأدوات المتاحة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وهو ما يشعر به المواطن في النهاية، ودعني أؤكد لك أن شركة IBM داعمة بكل قوة لخطة التحول الرقمي في مصر، ولدينا عدد هائل من الحلول الداعمة للتحول الرقمي في المجال الحكومي.
وائل عبدوش مدير IBM في حواره مع "دوت مصر"
هل طلبت منكم الحكومة المصرية أي استشارات تكنولوجية لكي تدعم خطة التحول الرقمي؟
الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لديها الخبرات الكافية لتنفيذ خطة التحول الرقمي، ودائما ما يتم دعوتنا لحضور النقاشات المتعلقة بخطط التحول الرقمي ونقوم بتسجيل وجهة نظرنا ونعرض عليهم المساعدة في كل ما يحتاجون إليه طالما كانت لدينا القدرة على القيام بذلك.
ما هي أوجه الدعم التي تقدمونها للحكومة المصرية؟
الفكر السائد لدى IBM هو أن العنصر البشري أحد أهم عوامل المنظومة، لذلك نركز على عمليات التدريب والتأهيل للكوادر البشرية، حيث نؤمن ان تلك الكوادر البشرية سيكون لها دور كبير في المستقبل من أجل قيادة التحول الرقمي داخل مصر.
هل يمكننا الاطلاع على تفاصيل الدعم الذي تقدمه IBM للشباب المصري؟
قمنا مؤخرا بالتوقيع على اتفاقيتين مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الاتفاقية الأولى مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، وتنص على قيامنا بتقديم خبراتنا في أحدث التقنيات من خلال سلسلة من ورش العمل نستضيفها على منصة IBM Cloud حول هذه التقنيات مع تخصيص ورش عمل تمهيدية خاصة في محافظات القاهرة والإسكندرية وأسيوط لرواد الأعمال غير الفنيين للتعرف على أساسيات عمل الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، وعلوم وتحليل البيانات، وغيرها، ويشمل إطار الشراكة أيضا انضمام الشركات الناشئة التي ترعاها الهيئة إلى برنامج رواد الأعمال العالمي Startup with IBM، والذي يساعد الشركات الناشئة على التوسع في الأسواق الخارجية، والحصول على الاستشارات التجارية، والتوجيه الفني وفرص التشبيك اللازمة للترويج للحلول التجارية وذلك على المنصة السحابية الرائدة IBM Cloud، أما الاتفاقية الثانية مع معهد تكنولوجيا المعلومات فتنص على صياغة برنامج تحت مسمى "برنامج آي بي إم لمهارات المستقبل"، يتيح الاستفادة من المبادرتين التي أطلقتهما آي بي إم للتحول الرقمي؛ "IBM Skills Academy و "IBM Digital - Nation Africa"؛ اللذان يستهدفان منح آلاف الشباب في أفريقيا الدعم التكنولوجي والتعليمي من خلال إتاحة منصة رقمية تمكنهم من تطوير مهاراتهم الرقمية بالإضافة إلى إطلاق العنان لأفكارهم المبتكرة مما يخلق ميزة تنافسية في سوق عمل تكنولوجيا المعلومات.
دعني أعود مجددا لخطة الدولة نحو التحول الرقمي، هل ترى البنية التحتية في مصر صالحة لدعم خطة التحول الرقمية؟
أعتقد أن البنية التحتية عنصر هام جدا في عملية التحول الرقمي، ولمسنا الجهد الكبير الذي بذلته الحكومة المصرية لتحسين وتطوير البنية التحتية، قد يكون المشوار طويلا ولكنه ليس مستحيلا، لدينا نماذج مبشرة في دول نامية نجحت في وقت قصير أن تطور بنيتها التحتية بشكل رقمي، والأمر في مصر يسير نحو الطريق الصحيح.
إذا افترضنا أن التحول الرقمي داخل مصر ستواجهه بعض التحديات، فما هي من وجهة نظرك؟
تحدثت منذ قليل عن البنية التحتية باعتبارها أحد التحديات، ولكني أعتقد أن نشر الوعي لدى المواطنين يعد من أكبر التحديات التي تواجه التحول الرقمي، فالمواطن يحتاج لاستيعاب مفهوم التحول الرقمي، بجانب إقناعه بالفوائد التي ستعود عليه جراء ذلك، ومثال على ذلك عملية صرف المعاشات عبر الكروت الائتمانية بدلا من الصرف النقدي، في البداية لم نكن نتخيل أن السيدة العجوز التي يتجاوز عمرها 80 عاما ستقوم بصرف معائها عبر كارت ATM ولكننا نرى ذلك الآن، لأن الحكومة اتخذت قرارا جريئا بإنهاء التعامل النقدي وتوحيد التعامل الرقمي في صرف المعاشات، ثم تم توعية المواطن بأهمية تلك الخطوة وفوائدها المتمثلة في القضاء على الطوابير وإنهاء حالة المعاناة التي يعيشها المواطن من أجل صرف المعاش، الآن يمكن صرف المعاش في ثوان معدودة من أي ماكينة صراف آلي.
ماذا عن حجم أعمال IBM داخل مصر؟ وهل هناك أرقام محددة يمكننا الاطلاع عليها؟
لا توجد أرقام معلنة لحجم أعمالنا داخل مصر لان هذا الأمر يتعلق بالشركة الأم، ولكن دعني أؤكد لك أن حجم أعمالنا داخل مصر ينمو بشكل كبير عاما تلو الآخر، والفضل يعود للجهد الكبير الذي يبذله شركاؤنا داخل مصر.
وائل عبدوش مدير IBM يتحدث لـ "دوت مصر"
وما هي أبرز القطاعات التي تتواجدون بها؟
نحرص على التواجد بكافة القطاعات، ولكن القطاعات الأبرز هي الاتصالات والبترول والبنوك وأيضا القطاع الحكومي بالتأكيد.
تقنية البلوك تشين تعد من أبرز التقنيات التي يتحدث عنها العالم الآن، فهل لديكم أي تعاون مع جهات حكومية أو خاصة داخل مصر باعتباركم من أكبر الشركات المطورة لتقنيات البلوك تشين؟
بالفعل نمتلك معرفة كبيرة بتقنية البلوك تشين وطريقة استخدامها، وأعتقد أن الاعتماد عليها في مصر سينتج عنه فوائد عظيمة، فتقنية البلوك تشين تساهم في تقليل الوقت والمجهود من خلال الاعتماد على نظام محاسبي بسيط يمكن من خلاله تسجيل كافة المعاملات بشكل لحظي ومتابعة المعاملات المالية بشكل رقمي، وهو ما يقضي على التلاعب والفساد، والميزة الأبرز في تقنية البلوك تشين هي تأمين المعاملات المالية وضمان استكمالها بشكل سليم.
هل البلوك تشين تحتاج لتشريع داخل مصر من أجل التوسع في تطبيقها؟
أعتقد أن الرجوع للجهات المختصة في هذا الأمر سيكون أفضل.
مدير IBM مصر يتحدث لـ "دوت مصر"
بوجه عام، هل تعتقد أن مصر مازالت تحتاج لتشريعات وقوانين داعمة لنشر الحلول التكنولوجية؟
على مدار الأشهر الماضية نجح البرلمان المصري بالتعاون مع الجهات المختصة في إصدار تشريعات وقوانين هامة للغاية مثل قانون الجريمة المعلوماتية وقانون حماية البيانات الشخصية، بجانب قوانين أخرى جار دراستها، كل هذه القوانين من شأنها دعم وتشجيع التحول الرقمي، وأعتقد أن مصر ليست بحاجة للمزيد من القوانين ولكننا نحتاج تعديل لقوانين سابقة يتم خلالها مراعاة التطور الرقمي الذي نلمسه حولنا.
وزير الاتصالات الحالي الدكتور عمرو طلعت خريج مدرسة IBM، ونائبه الدكتور خالد العطار أيضا خريج مدرسة IBM، وقبلهما قيادات كبيرة في الوزارة تخرجت أيضا من مدرسة IBM، أريد أن تنقل لنا انطباع إدارة الشركة الأم تجاه تلك اللافتة، وهل أدى ذلك لزيادة اهتمامهم بالسوق المصري؟
بالفعل الشركة الأم تشعر بفخر نظرا لاستعانة الحكومة المصرية بالكوادر العاملة داخل IBM، وهذا ينتج عنه ضخ المزيد من الاستثمارات داخل مصر خاصة في تنمية وتأهيل العنصر البشري، ولن أستطيع التعبير عن حجم الاهتمام الذي توليه إدارة الشركة الأم تجاه السوق المصري، يكفي أن لدينا 6 مراكز عالمية داخل مصر تخدم مختلف دول العالم، ويعمل داخلها نخبة من الشباب المصري المتميز، ونقوم بمضاعفة عدد المختصين العاملين داخل تلك المراكز بشكل مستمر.