باحثة: أول شهر لحرب غزة أنتج انبعاثات كربونية تفوق الإنتاج السنوى لـ20 دولة
أثار الحرب على غزة - أرشيفية
كتب أحمد عرفة
الأحد، 01 سبتمبر 2024 03:00 م
كشفت الدكتورة إسلام الهبيل، وهي باحثة دكتوراه فلسطينية في الهندسة البيئية والكيمائية، الآثار الاقتصادية والبيئية الخطيرة التي يشهدها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة، موضحة أن الدول العظمى تعمل على مدار السنوات السابقة للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خاصة من قبل الدول الصناعية الكبيرة مثل الصين، ويحدث ذلك من خلال أدوات تحكم ورقابة متنوعة تجبر هذه الدول على إصدار كمية معينة كحد أقصى من الانبعاثات الحرارية سنوياً، للحد من هذه الانبعاثات، كما عمدت هذه الدول على إبرام العديد من الاتفاقيات التي تساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية والملوثات وتُلزم الدول بتطبيقها.
وأضافت الباحثة الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الحروب الأخيرة التي يشهدها العالم ضربت بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مشيرة إلى أنه رغم أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا لم تحمل نتائج خفيفة على المناخ، إلا أن نتائجها تكاد لا تذكر مقارنة بما يحدث في الإبادة البيئية على قطاع غزة منذ 11 شهراً حتى هذا اليوم.
وأشارت "الهبيل"، إلى أن التقارير رصدت أن الشهر الأول للحرب على غزة أنتج انبعاثات كربونية تفوق الإنتاج السنوي لـ 20 دولة مجتمعة، لذلك فإنه 11 شهراً من الإبادة البيئية ستنتج أرقاماً مخيفة من الانبعاثات الكربونية السامة التي ستؤدي إلى إحداث اختراق كبير في التغير المناخي خلال السنوات القليلة القادمة، متابعة: "كل ذلك لن يستطيع المختصون مراعاته أو العمل على علاجه في فترة قصيرة".
وأكدت أن ما تسعى الدول العظمى إلي تحقيقه من توازن مناخي خلال العقود القادمة، هدمته إسرائيل بجبروتها وإبادتها البيئية على غزة خلال الشهور السابقة والحالية، ولن يؤثر ذلك على إحداث ضرر مناخي لمنطقة فلسطين فقط، بل سيطال كل المنطقة العربية على مدار عقود طويلة.
وأوضحت الباحثة الفلسطينية، أن الحروب الكبرى تركت آثاراً عميقة على اقتصاد وبيئة ومناخ الدول المختلفة، خاصة أن بعض التقارير تذكر أن فرنسا لازالت تعاني من بعض مخلفات الحرب العالمية الثانية، وهذا مؤشر خطير جداً، إذ أن الحديث بعد عقود طويلة عن استمرار الأثر ينذر بالكوارث البيئية طويلة الأمد التي ستؤثر على المنطقة ما بعد حرب وإبادة إسرائيل في غزة.
ولفتت إلى أن بعض التقارير ذكرت أن الحرب الحالية على غزة هي الأبشع والأكثر دماراً ضمن الـ100 سنة السابقة مقارنة بالخسائر والمتفجرات والقنابل التي ألقاها الاحتلال على هذه المساحة الصغير المكتظة سكانياً والضعيفة بالإمكانات، موضحة أن الكثير من الدراسات لازالت قاصرة على معرفة الأثر الحقيقي لهذه الإبادة، نظرا لعدم توفر معلومات كافية من بعض الأماكن التي تحولت إلى ثكنات عسكرية مغلقة حتى الآن، مثل مدينة رفح، مشددة على أن ما يحدث الآن ذو أثر سلبي طويل على غزة خاصة، والمنطقة كلها عامة.
لا يفوتك