التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 02:20 م , بتوقيت القاهرة

الجارديان: تكلفة الكربون لإعادة إعمار غزة كارثة مناخية عالمية جديدة

الحرب فى غزة
الحرب فى غزة
كشفت دراسة جديدة أن تكلفة الكربون لإعادة إعمار قطاع غزة ستكون أكبر من انبعاثات الغازات الدفيئة السنوية التى تنتجها 135 دولة بشكل فردى، مما يؤدى إلى تفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية علاوة على عدد غير مسبوق من القتلى.
 
وبحسب دراسة تحليلية جديدة أجراها باحثون في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فإن إعادة بناء ما يقدر بنحو 200 ألف مبنى سكني ومدارس وجامعات ومستشفيات ومساجد ومخابز ومحطات للمياه والصرف الصحي دمرتها إسرائيل في الأشهر الأربعة الأولى من الحرب على غزة سينتج عنه ما يصل إلى 60 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
 
وأشارت الدراسة إلى أن هذا يعادل إجمالي الانبعاثات لعام 2022 الناتجة عن دول مثل البرتغال والسويد ، وأكثر من ضعف الانبعاثات السنوية لأفغانستان، حسبما أوردت صحيفة الجارديان البريطانية.
 
وقالت الصحيفة إن إعادة البناء في الأمد البعيد سوف تولد أضخم تكلفة للكربون الناجمة عن الحرب على غزة، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 36 ألفا و500 فلسطيني ـ أغلبهم من النساء والأطفال ـ ولا يزال آلاف غيرهم مدفونين تحت الأنقاض .. وخلف القصف الإسرائيلي حوالي 26 مليون طن من الحطام والركام، الأمر الذي قد يستغرق سنوات لتنظيفه.
 
وتظهر الدراسة أن الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الهجمات الجوية والبرية خلال أول 120 يوما من الحرب على غزة كانت أكبر من البصمة الكربونية السنوية لـ 26 دولة من أكثر دول العالم عرضة لآثار تغير المناخ، وبينها فانواتو وجرينلاند.
 
وبحسب الصحيفة، كشفت الدراسة أيضا أن أكثر من 99 % من الكمية المقدرة بـ652 ألفا و552 طنا متريا من ثاني أكسيد الكربون التي نشأت في الأشهر الأربعة الأولى بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي مرتبطة بالقصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري لغزة.
 
كما أشارت إلى أن ما يقرب من 30 % من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نجمت عن 244 طائرة شحن أمريكية معروفة بنقل القنابل والذخائر والإمدادات العسكرية الأخرى إلى إسرائيل في أول 120 يوما من الحرب.
 
ووفقاً لهذه الحسابات، فإن تكلفة الكربون في أول 120 يوما من الهجوم الإسرائيلي على غزة كانت تعادل الاستخدام السنوي المجمع للطاقة لنحو 77 ألفا و200 أسرة أمريكية.
 
وتقدم الدراسة التحليلية - التي تمت مشاركتها حصريا مع صحيفة الجارديان - لمحة عن التكلفة المناخية للحرب الحالية على غزة، بالإضافة إلى عمليات القتل غير المسبوقة والمجاعة المتعمدة وتدمير البنية التحتية والكارثة البيئية.
 
وقال بن نيمارك، كبير المحاضرين في جامعة كوين ماري في لندن وأحد القائمين على الدراسة: "بينما يتركز اهتمام العالم بحق على الكارثة الإنسانية، فإن العواقب المناخية لهذا الصراع كارثية أيضا" ، مضيفا " ومع ذلك، فإن دراستنا ليست سوى لقطة سريعة تفسر أهم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي وردت تقارير عنها من آلة الحرب في أول 120 يوما".
 
من جانبها، قالت أستريد بوينتس، مقررة الأمم المتحدة الخاصة الجديدة المعنية بالبيئة وحقوق الإنسان، إن "إحدى العواقب الخطيرة للحرب في غزة كانت الانتهاك الجسيم للحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، وهو ما يمثل خطرا جسيما على الحياة والتمتع بجميع الحقوق الأخرى".
وأشارت بوينتس إلى أن المنطقة تشهد بالفعل تأثيرات مناخية خطيرة يمكن أن تتفاقم أكثر.