أبو الغيط يطالب المثقفين بالواقعية في مؤتمر الفكر العربى.. فيديو
جرس إنذار ورسائل أمل حملها مؤتمر مؤسسة الفكر العربي السنوي، والذى جاء بعنوان "نحو فكر عربي جديد"، حيث حرص المشاركون فى حفل على التأكيد على ضرورة تبني فكر عربي معاصر وجديد قادر على مواجهة التحديات، مع التحذير من مخاطر الاستسلام لما يحيط بالعالم العربي من تحديات.
وأشاد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بحالة التحول والانفتاح التى تشهدها المملكة العربية السعودية، والشعب السعودي بفضل رؤية المملكة 2030، قائلاً فى كلمته بمؤتمر مؤسسة الفكر العربي السنوي، إن ما تقدم عليه الرياض من انفتاح "هو بناء لحضارة جديدة، وانطلاقة نحو التجديد والحداثة والانتصار".
وقال الأمين العام إن ما يحيط بدول العالم العربي من أزمات يستوجب من الجميع أن يتحلى بالصدق والشفافية وأن يصل إلى يقين بضرورة أن نتحلى جميعاً بفكر جديد.
الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فى مؤتمر مؤسسة الفكر العربى
وأضاف أبو الغيط فى الحفل الذى عقد بمركز الملك عبد العزيز الثقافى الدولي "إثراء"، بمدينة الظهران ، أن ما يحيط بعالمنا العربي من أزمات أحال دولاً آمنة ومدنا كانت عامرة إلى ساحات حرب ودمار، وأن كل تلك الأزمات هى بالأساس أزمة فكر فى المقام الأول.
ودعا الأمين العام للجامعة العربية، المثقفين العرب بالتحلي بكثير من الواقعية وعدم الاكتفاء بالنظريات والأفكار العريضة، والنزول إلى أرض الواقع فبدون ذلك لن يكون هناك فكر جديد، قادر أن يعبر عن مشكلات وهموم العالم العربي، وطرق حلها.
وطالب أبو الغيط بالاهتمام بثورات التكنولوجيا ، إلا أنه حذر فى الوقت نفسه من أن "العصر الرقمي، مثلما ساهم فى رقي شعوب وأمم، وجد فيه أيضاً البعض ضالتهم لنشر الفكر المتطرف والخرافات، ليحيلنا ذلك إلى عالم ما بعد الحقيقة الذى بات من الصعب فيه التأكد من المصداقية أو حتى وقف الأكاذيب.
وتطرق الأمين العام فى كلمته بالمؤتمر إلى الشباب العربي ودورهم فى النهضة الفكرية، مؤكداً أن المثقفين العرب مطالبين بتقديم ما يكفى لتوفير لهذا الشباب كل الأسلحة والأدوات والقدرات بما يمكنه من حمل المسئولية، ولكن على هؤلاء الشباب أيضا ألا يتركوا نفسهم فريسه للتطرف والضلال وغيرها من آفات العصر.
من جانبه ، حرص الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس مؤسسة الفكر العربي على إلقاء قصيده جديدة فى حفل انطلاق المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي ، "فكر 17"، والذى حمل عنوان "نحو فكر عربي جديد"، تطرق خلالها إلى ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات تستوجب بطبيعة الحال مواكبتها بنهضة فكرية جديدة، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن النظام الاقتصادى العالمي ينذر بفوضى قادمة لا محالة.
الأمير خالد الفيصل خلال كلمته بمؤتمر فكر 17
وألقى الأمير خالد الفيصل قصيدته الجديدة على ضمن كلمته بحفل انطلاق المؤتمر السنوي الذى استضافه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء، بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.. وقال فى الفيصل فى قصيدته :
عالم ينتفض على الديمقراطية
وعالم يبحث أنظمة ابتكارية
وفوضى "خناقة" عربية
ونظام اقتصادى مادي ينذر بكارثة عالمية
ونحن العرب امم شتي
تهيم وفى نفسها شئ من حتى
لغتها هوية وهويتها لغه
ماضيها مجيد وحاضرها شهيد
ومستقبلها عنيد
نحن العرب ولا عجب
نعم استعمرنا نعم ظلمنا نعم فرطنا نعم
ولكن لن نستسلم
العقول هنا والفرصة لنا.. اقدحوا العقل بالفرصة
والحكمة بالحنكة.. واطرحوا : فكر إنسان عربي جديد
بدوره، قال الدكتور هنري العويط، مدير عام مؤسسة الفكر العربي إن اختيار اسم "نحو فكر عربي جديد" للمؤتمر السنوي للمؤسسة جاء لاعتبارات عدة فى مقدمتها خطورة التحديات التى تواجه الدول العربية، وإيمان المؤسسة أن الحلول لا يمكن أن تأتى ما لم يكن هناك فكر جديد فى عقول النخب الحاكمة وطبقة المثقفين فى مختلف الدول لمواجهة تحديات أمتنا.
وأشاد العويط بالنهج الإصلاحى الذى تتبناه المملكة العربية السعودية، قائلاً "المملكة تحمل من خلال رؤيتها 2030 رؤية تطويرية وتنموية تتسق مع أهداف مؤتمر المنظمة.
وفند العويط فى كلمته أسباب اختيار اسم "نحو فكر عربي جديد" للمؤتمر السنوي، قائلاً إن مؤسسة الفكر العربي والقائمين عليها كان لديهم رغبة حقيقية فى إعادة الاعتبار إلى الفكر، إيماناً منهم بأنه أداة التنوير، وقاطرة التطوير، ورافعة التنمية.
وأضاف أن ما يحيط بعالمنا العربي من تجارب يؤكد أننا بتنا اليوم أحوج ما نكون إلى التقدم نحو فكر جديد ليكون هو "البوصلة التى تدلنا على درب الهدي، والمنارة التى ترشدنا إلى ميناء السلامة"، مشيراً إلى أن تحديد "الفكر الجديد" على اعتباره "عربياً"، هو محاولة للتأكيد على خصوصيته وتميزه، فمؤسسة الفكر العربي تنادي ـ ولا تزال ـ بالعروبة الحضارية الجامعة التى تتسم بالتنوع والتعدد والتكامل، وننادي إلى عروبة معافاة تتجاوز ما خلفته حقبة الاستعمار من تشنجات وتراكمات تتأرجح تداعياتها بين التبعية والتغريب من جهة، والرفض والقطيعة والعداء من جهة آخرى.
وعن وجود مبادرات سابقة ، ودعوات مماثلة لاتباع فكر عربي جديد، قال العويط إن مؤسسة الفكر العربي لا تدعى أنها صاحبة سبق فى إطلاق الدعوة، لكنها تؤكد أيضاً أن الحاجة إلى تجديد الفكر العربي وتحديثه لم تكن يوماً بمثل هذه الضرورة والإلحاح كما هي عليه الأن، والسبب فى ذلك يعود إلى أن منطقتنا العربية، شأنها فى الأمر شأن غيرها من الأوطان، لا يسعها أن تبقى بمنأى عن التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، فى مجالات سياسية وأمنية واقتصادية وبيئية وتكنولوجية وثقافية.
واستطرد الدكتور هنري العويط فى كلمته : "ما يعصف حالياً بعدد من بلداننا من انقسامات ونزاعات وحروب تعرض نسيج مجتمعاتها ووحدة دولها وأراضيها للتفكك، يضاعف على الصعيد العربي من حدة التحديات ووطئتها، ويستدعي مننا أن نبنى نهج فكرى جديد، وصياغة رؤي جديدة للتعامل المناسب مع الواقع الجديد والتحديات الجديدة والتطلعات الجديدة".