التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:48 ص , بتوقيت القاهرة

خبراء صوماليون: قطر تسعى لتحويل جيشنا إلى مرتزقة

أكد خبراء عسكريون وأمنيون صوماليون، أن قطر تسعى للسيطرة على الأجهزة الأمنية بما فيها الشرطة والجيش، وتعيين عملاء تابعين لها بمراكز قيادية بتلك المؤسسات، تمهيدا لاستخدامهم كأداة لنشر الإرهاب، مشددين على أن الدوحة لديها مخطط لتحويل الجيش الصومالي لقوات مرتزقة.

وكان وفد من وزارة الدفاع القطرية وصل إلى مقديشو، حيث قام بإجراء محادثات -لم يتم الكشف عنها- مع مسؤولي الوزارة وضباط عسكريين.

وأوضح الخبراء، أن الخطوة القطرية التي تأتي تحت ستار تقديم المساعدات تهدف إلى إحكام السيطرة على وزارة الدفاع الصومالية، وشراء ذمم مسؤولين لتنفيذ أجندة الدوحة الإرهابية.

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري الصومالى حسين طاهر داجلي، إن قطر تسعى لتحويل الجيش الصومالي إلى قوات مرتزقة وجيش غير نظامي للقيام بحرب العصابات في منطقة القرن الأفريقي، والتي تسعى قطر للسيطرة عليها.

وأضاف "داجلي" في تصريحات صحفية، أن الدوحة تسعى إلى شراء ذمم المسؤولين العسكريين، كخطوة لفرض أجندتها الساعية إلى تفتيت وحدة الجيش الصومالي وتغيير عقيدته القتالية من جيش وطني لحماية البلاد إلى مرتزقة لحماية نظام الحمدين، والعائلة المالكة، وذراع لهم في المنطقة.

وأكد أن وزارة الدفاع القطرية مؤسسة إرهابية تتبع جماعات ولاية الفقيه في إيران والجماعات الإخوانية-الأردوغانية، والتي تسعى لتصدير أفكار تنظيم الإخوان الإرهابي إلى عناصر الجيش الصومالي وقياداته، تمهيدا لنقلهم إلى مناطق الصراع في سوريا، وإلحاقهم بالجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وبقايا فلول تنظيم داعش.

وأوضح "داجلي"، أن الدوحة قامت بتعيين عميلها فهد الياسين في الرئاسة الصومالية، لكن معظم الدول الأفريقية ترفض التعامل معه بسبب سجلاته الإرهابية والدموية ودعمه المنظمات الإرهابية بالأموال القطرية، ومنها إلى قيادة جهاز المخابرات تمهيدا لإحكام سيطرة الدوحة على جميع مفاصل الأجهزة الأمنية لتصبح ذراعها في الصومال".

من جانبه، حذر المحلل السياسي الصومالي سيد نور سيدو من خطورة الأجندة القطرية الإرهابية، وتوريط المسؤولين الأمنيين الصوماليين في عمليات إرهابية خطيرة وعمليات غسيل الأموال وتجارة السلاح العابر للحدود.

وأكد، أن عمليات الاختراق الرهيبة التي تقوم بها قطر بواسطة عملائها، وسعيها لتفكيك المؤسسات الصومالية الأمنية، وتغيير مهامها لتصبح تابعة للأجندة القطرية-التركية-الإيرانية، التي تسعى لزعزعة الأمن في دول القرن الأفريقي وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح والمال، ما سيفاقم من معاناة الصومال الأمنية وسيجعل البلاد رهينة للقيادات القطرية وأجندتها الطامعة في الاستيلاء على الموانئ الصومالية الاستراتيجية.

 

وقال، إن الدوحة تهدف إلى إيجاد موطئ قدم في عمق القرن الأفريقي، وعلى المحيط الهندي خصوصا، واستخدام الممرات البحرية في تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة في اليمن.

 

وأكد سيد نور أن المخططات القطرية تحاول الاستفادة من حال الضعف الأمني وتفكك الأجهزة الأمنية، وسيطرة العشائر والقبائل الصومالية على بعض المناطق الاستراتيجية، وإذكاء الصراعات والنزاعات العرقية لتغيير النسيج الاجتماعي الداخلي الصومالي وأخونته تحت غطاء المساعدات.

بدوره، قال الخبير الأمني محمد معلم عبدالرحمن، إن قطر تحاول استغلال قرار أمريكا بوقف المساعدات عن الجيش الصومالي، وإظهار نفسها كبديل لأمريكا لتقديم المساعدات للجيش الصومالي.

وأضاف، أن القرار الأمريكي جاء نتيجة تورط قيادات عسكرية صومالية في عمليات فساد واسعة، وسرقة الإمدادات الأمريكية للجيش الصومالي، للمساعدة في تقويته للقضاء على حركة الشباب الإرهابية.

وأوضح "معلم"، أن قطر تقوم بابتزاز القيادات العسكرية الرافضة للتعاون معها وإرهابها وتصفيتها إن اقتضى الأمر، لافتا إلى أن "تنظيم الحمدين الإرهابي يسعى إلى شراء ذمم المسؤولين العسكريين الباقين وإغرائهم بالأموال والأسلحة، وفتح قنوات لإيصالها إلى الحركات الإرهابية".

 

وأشار إلى أن المخططات القطرية تبدو متنوعة ومتعددة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، حيث تحاول من خلالها إمداد الجماعات الانفصالية والإرهابية في أوغادين وحركة الشباب الإرهابية بالسلاح لتوسيع نطاق عملياتها الإرهابية.

 

وأكد أن كل تلك الأجندة لن يتم لها النجاح في رأي القطريين دون اختراق الأجهزة الأمنية الصومالية، وأخونة القيادات العسكرية وتحويل الجيش الصومالي إلى قوات مرتزقة تعمل على تنفيذ أي أجندة مقابل الأموال.