التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:12 م , بتوقيت القاهرة

عمرو بن العاص والحسين وأم العواجز.. أشهر مساجد الاعتكاف في رمضان

على الرغم من انتشار المساجد في كل  ربوع مصر، من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها لدرجة أنه يكاد لا يخلو شارع في بر المحروسة من مسجد أو اثنين، تظل بعض المساجد في مصر المقصد الأهم والأشهر والأكثر كثافة لجموع المصليين في ليالي رمضان.


ومع العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم يتلمس جموع المصليين ليلة القدر خاصة في الليالي الوترية، خاصة ليلة 27 رمضان، تمتليء المساجد والساحات بالمصليين أملًا في أن تكون هي ليلة القدر التي وصفها الله تعالى بأنها خير من ألف شهر، لكن تظل هناك بعض المساجد بعينها هي المقصد للمصريين ولا تكتمل بركات الشهر الكريم إلا بالصلاة فيه تيمنًا به وبعظمة تاريخه.


نصف مليون مصلي في جامع "عمرو بن العاص"


"تاج الجوامع والمسجد العتيق ومسجد الفتح" هو مسجد عمرو بن العاص ثاني مسجد بني في مصر بعد الفتح الإسلامي، بني في مدينة الفسطاط عقب تأسيسها التي أسسها المسلمون الأوائل بعد فتح مصر، وتشير  بعض المصادر الإسلامية أن مساحة المسجد وقت انشائه كانت 50 ذراعا في 30 ذراعا، وظل هكذا حتي عام 53 هجرية، وتوالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري، والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان، وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك علي يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري.


أثناء الحملة الصليبية على مصر أحرق الوزير "شاور" مدينة الفسطاط، خوفًا من تمكن الحملة من احتلالها، فاحترق معها الجامع.


وفي عهد صلاح الدين الأيوبي أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشًا منها اسمه وعرضه الآن 120 مترًا وطوله 110 أمتار.


ولهذه الأسباب يظل مسجد عمرو بن العاص من المساجد التي يأتي اليها المصليين بالآلاف كل ليلة في الشهر الكريم، لأداء صلاة التراويح خلف الشيخ محمد جبريل، الذي ظل يؤم المصليين حتى عام 2015.


وتشير التقارير الرسمية اللى أن جامع عمرو يصلي به ما يقرب من النصف مليون مصلي في ليلة القدر أو أكثر.


ساحة مسجد عمرو بن العاص


"الحسين" روحانيات لن تجدها في أي مكان 


تظل ساحة مسجد الحسين طيلة الشهر الكريم مائدة رمضانية مفتوحة للجميع، خاصة القادمين من المحافظات البعيدة ممن يريدون زيارة "ابن بنت رسول الله"، أو الصوفيون الذين يقولون إن للمسجد روحانيات لن تجدها في غيره.


تتزين المنطقة بالكامل لليلة القدر، وهناك من يشد الرحال من النصف الثاني من شهر رمضان من أقصى الصعيد حتى يجلس بقرب آل البيت ويحتفي بالليلة العظيمة بساحة "الحسين"، حيث يختلف الاحتفال هنا فالحضرة والإنشاد حاضرين بقوة بين عشاقه.


و ما بين القصص الشعبية وقصة المقريزي، يعتبرمسجد حفيد رسول الله "عليه الصلاة والسلام " واحد من أهم مساجد آل البيت لدى المصريين، خاصة أن القصص الشعبية تقول إن رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، حملتها زوجته والملقبة في مصر بأم الغلام، وفرت برأسه الشريف على فرس من كربلاء ودخلت مصر وهي تحمل الرأس كأنها تحمل طفلا صغير، ولهذا سميت بأم الغلام ولها مقام صغير بجوار مقام الحسين.


أما المقريزي فيروي أن الفاطميين قرروا نقل الرأس من عسقلان بفلسطين مع بداية الحروب الصليبية بعدما خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى، وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي، وأقيم المسجد عليه وبنوا له مشهدًا كبيرًا، وهو المشهد القائم الآن في حي الحسين، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.


نحيب وتضرع  في مسجد الحسين


 


 في رحاب مسجد السيدة زينب


مدد يا أم العواجز 


"يا ابنة بنت رسول الله، اذهب إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدى أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا" كلمات قالها عبد الله بن العباس بعد أن أمر يزيد بن معاوية بإخراجها من المدينة لشعوره أن بقاءها يساعد على الثورة ضده، فنصحها بالذهاب إلى مصر التي استقبلتها بالدفوف والغناء والزغاريد لكونها أول واحدة من آل البيت تدخل مصر ومكثت في بيت والي مصر حتى لقيت ربها وأصبح المنزل ضريحا لها.


يزدحم الميدان الذي يقع المسجد به منذ أول ليالي رمضان لصلاة التراويح ثم التهجد ثم ليلة القدر الذي لن تجد في محرابه موضع قدم أو تستطيع العبور منه وقت الصلاة.