داخل حي الجمالية، ذلك المتحف المفتوح الذي يقع في قلب القاهرة الفاطمية، يختبئ شارع "قصر الشوق" المكان العريق الذي تعد جدرانه شاهدة على عبور أساطير وحكايات لملوك تركوا في مصر معمار إسلامي جماله يسحر العيون، كما ولد في هذا الحي أناس أثروا الحياة المصرية بفكرهم وعقولهم المتفتحة والمنيرة منهم محمد طلعت حرب باشا.

وقد أكد أهالى الحي نشأت رجل الاقتصاد المصري محمد طلعت حرب رائد الرأسمالية المصرية الوطنية، في المنزل رقم 3 بشارع قصر الشوق والذي كان يمتلكه أحد التجار في ذلك الوقت يسمى"صقر بك"، وكان البيت يحمل جمالًا غير مسبوق في تصميم أجزائه ومشربياته.

يقول حسين جبريل من مواليد شارع قصر الشوق: أن طلعت حرب ولد في احدى وحدات بيت "صقر بك" وكان في الدور الأرضي، وهذه الوحدة الآن ملك لأحد متبعي الطرق الصوفية واتخذها مقر له حاليًا .

وتابع حسين، البيت على مساحة شاسعة ويتكون من مدخلين يطلق عليهم حريم الأول وهذا كان مخصص لخدم صقر بك والحريم الثاني مخصص لأهل البيت، وقد تضرر البيت من زلزال 1992 بشكل كبير مما أثر على الجدران والمشربيات، وتوجهنا أهالي الشارع بشكاوى لأثار والمسئولين ولكن بلا جدوى، وإذا كان هناك اهتمام من وزارة الآثار لأصبح البيت مزار هام مثل شارع المعز .

وقال عاطف إبراهيم سليمان يبلغ من العمر 76 عامًا ومن أهل شارع قصر الشوق : أن الأجداد والآباء أكدوا أن رجل الاقتصاد طلعت حرب ولد في هذا البيت، ونحن توارثنا هذا الكلام وعلمناه لأولادنا ونفتخر أن الرجل الذي أسس الاقتصاد المصري وبنك مصر من أبناء شارعنا "قصر الشوق" ونتمنى لو كنا نعيش في زمنه ونراه بأعيننا.

أما صاح التركي من مواليد شارع قصر الشوق ولديه 56 عامًا قال" حكى لي أجدادي وآبائي أن طلعت حرب ولد في 3 شارع قصر الشوق الذي يسمى بيت قصر بيه" .

ومن جانبه قال الدكتور محمد حمزة الفقيه الآثرى عميد كلية الآثار ومساعد رئيس جامعة القاهرة السابق : أن البيت رقم 3 بشارع قصر الشوق يتميز بالطابع المعمارى الخاص والمتميز ويعتبر من المنازل التراثية الهامة، خاصة وأنه شهد مولد رائد الاقتصاد الأول المصرى  في العصر الحديث محمد طلت حرب باشا، ولكن لم تلتفت إليه وزارة الآثار ولا جهاز التنسيق الحضارى.

وطالب عميد كليه الآثار السابق بتشكيل لجنة لمعرفة القيمة المعمارية والفنية والتاريخية للبيت الذى آثرًا هامًا لا يقل أهمية باقى الأماكن الأثرية الموجودة التى يضمها شارع قصر الشوق .