التوقيت الخميس، 19 ديسمبر 2024
التوقيت 07:17 ص , بتوقيت القاهرة

"العاشر من رمضان".. معركة الكرامة وهدم أصنام العدو الإسرائيلي

تاريخ لا ينسي من بطولات الجيش المصري كانت معركة استرداد الكرامة، في هذا اليوم المبارك سطر الجيش المصري تاريخا جديدا في معركة تحرير الأرض من المغتصب الغاشم، وهدم الأساطير الكاذبة عن الجيش الذي لا يقهر إنها معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، وغير ذلك من الأكاذيب التي نسجها جيش الاحتلال لبث الخوف والقلق في نفوس المصريين ولكن إصرار وعزيمة المصريين أنهت كل هذه الأساطير في حرب العاشر من رمضان.

وعلي الرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن على معركة الكرامة والثأر إلا أنها كانت وستظل دروساً لا تنتهي تعبر عن إصرار وعزيمة المصريين شعبا وجيشا وقيادة، بما تحويه من معارك وتضحيات عظيمة سطرها جنودنا مازالت حتى الآن تحكي لنا من الآباء والأجداد ممن خاضوا هذه الحرب أو عاشوا وقتها، وذخرت هذه الحرب الخالدة بالقصص والعبرات والبطولات التي يحيكها لنا التاريخ.

ومن بين الأساطير التي صنعها العدو الإسرائيلي "خط بارليف"، هذا المانع الحصين الذي لا يقهر ونسجت القصص حول استحالته عبور هذا المانع، ولكن إرادة المصريين حطمت الخط الأسطوري وكذلك عبور قناة السويس.

كان خط بارليف وهو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة وهو يتكون من خطين من الدشم المنفصلة: يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احيتاطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كم على طول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف، والذي أقترحه حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتل لشبه جزيرة سيناء، وقد بلغت تكاليف خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات.

استطاع المصريون تحطيم آمال وأوهام الإسرائيليين في استحالة عبور المصريين لحصن بارليف، حينما تزعمت استطاعتها في إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، ولكن تمكن الجيش المصري قبل العبور بواسطة الضفادع البشرية - وهي قوات بحرية خاصة - بسد تلك الأنابيب تمهيداً لعبور القوات في اليوم التالي، ففي السادس من أكتوبر عام 1973 تم اختراق الساتر الترابي في 81 مكان مختلف وإزالة ثلاثة ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال، قامت بشرائها وزارة الزراعة للتمويه السياسي ومن ثم تم الاستيلاء على أغلب نقاطه الحصينة بخسائر محدودة إسرائيلي ،وتم اسر 161 من القوات العدو الإسرائيلي ولم يصمد الخط الأسطوري أمام إرادة المصريين وبطولات الجيش المصري وتحطم بارليف وعبر المصريين قناة السويس في مشهد اذهل العالم.