التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:04 م , بتوقيت القاهرة

"نفيسة العلوم " فاض ببركاتها النيل.. ورؤية النبي سبب ترك جثمانها في مصر

هذا المكان يستجاب فيه الدعاء ويقصد مقامها  العوام والخواص والأولياء العلماء، في هذا المكان المبارك الذي يستحب فيه الدعاء الذي بمجرد أن تتجول بداخله تشعر بانغماسك بالروحانيات، يأتي الجميع يسألون الله ويبتغون الوسيلة ببركة صاحبة المقام، إنها نفيسة العلوم السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، بمجرد أن تطاء قدماك هذا المكان حتى تشعر بالراحة النفسية غريبة وصفاء روحي، إحساس يجعلك لا تريد المغادرة، في هذا المكان الذي ورد أن هذا المكان يستجاب فيه الدعاء فهو المكان الوحيد الذي إن جلست فيه لا تشعر بالملل أو بمرور الوقت .

السيدة نفيسة هي واحدة من آل البيت الأطهار، فهي بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهي من مواليد مدينة مكة المكرمة، إلا أنها قدمت مصر في العام مئة وثلاثة وتسعين من الهجرة الموافق للعام ثمانمائة وتسعة من الميلاد، ومكثت في مصر إلى أن انتقلت إلى الرفيق الأعلى في العام مئتين وثمانية من الهجرة، الموافق للعام ثمانمائة وأربعة وعشرين ميلادية، وقد كانت -رضي الله عنها- سيدة عظيمة، حافظة لكتاب الله، وعالمة بعلوم الفقه والتفسير، زاهدة بالدنيا، مقبلة على الآخرة.

 مسجد السيدة نفيسة يقع مسجد السيدة نفيسة في مدينة القاهرة، حيث يعتبر هذا المسجد واحداً من أقدم مساجد القاهرة على الإطلاق، وقد تأسس هذا المسجد بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم في العام ألف وثلاثمائة وأربعة عشر من الهجرة، الموافق للعام ألف وثمانمائة وسبعة وتسعين ميلادية. مما يقال إن أول من قام بالبناء على قبر السيدة نفيسة (مشهد السيدة نفيسة) هو أمير مصر عبيد الله بن السري بن الحكم، وفي زمن الخليفة المستنصر بالله أمر بتجديد هذا الضريح.

ويذكر إن نفيسة العلوم كان لها فضائل وكرامات كثيرة علي أهل مصر، عندما شح عليهم النيل وجف منسوبه جاءوا إليها وقالوا لها إن منسوب النيل قد انخفض وما لبثت إلا أنها أظهرت كرامة من كراماتها، فخلعت حجابها وطلبت من أهل مصر أن يلقوا به فى ماء النيل ففاض النيل ببركة ربنا، وهذه إضافة إلى أهل مصر الذين تعلقوا تعلقا شديدا بها.

ولذلك تعلق بها أهل مصر ورفضوا نقل جثمانها فبعد وفاة السيدة نفيسة بنت الحسن في مصر، حيث أراد زوجها أن يحملها ليدفنها في المدينة المنورة، وتحديداً في مقبرة البقيع المباركة، وعندما علم المصريون بهذا الأمر تجمعوا وذهبوا إلى الوالي يخبرونه بأنهم يريدون جثمان السيدة نفيسة أن يبقى بينهم، فرفض زوجها طلبهم، عندها أصروا على مطالبهم، وجمعوا الكثير من الأموال لقاء أن يدفنها على أرض مصر فأبى، فتألم المصريون لرفض زوجها طلبهم، وبعدها بيوم تفاجأ المصريون بموافقة الزوج على مطلبهم، فعندما استفسروا منه عن سبب عدوله عن رأيه الذي أصر عليه رغم المحاولات الكبيرة التي قاموا بها، أجابهم بأنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام وأخبره قائلا له "اترك نفيسة لأهل مصر فإن البركات تتنزل عليهم ببركتها"وقام زوجها  باعادةالأموال إلى أصحابها، وأن يخضع لرغباتهم ويدفنها في مصر .

اقرأ ايضاً

مسجد "السلطان حسن".. معجزة معمارية لحاكم مملوكي لم يعثر على جثمانه