التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 02:53 م , بتوقيت القاهرة

هنري دونان.. قديس صدمته الحروب فأسس الصليب الأحمر

الصليب الأحمر
الصليب الأحمر
"هنرى دونان" ملاك الرحمة. نظر له العالم على أنه قديس جاء من عالم نبيل ليشفى جراح المرضى، لكن لم يتخيل أحدا أن تتحول فكرته النبيلة لعلاج جرحى الحروب هو وأربعة رجال فى اجتماع بشقة قديمة فى جنيف إلى تأسيس منظمة دولية كبيرة تسمى"الصليب الأحمر" والتي يتزامن ذكرى تأسيسيها اليوم 21 مايو من عام 1881 
الصليب الأحمر1
الصليب الأحمر
وعلى الرغم من أن حياة "دونان" مليئة بالتناقضات إلا أنه تحول إلى أسطورة كبيرة لمساعدته فى تأسيس الهلال الأحمر، والذى ساهم أيضا فى وضع أولى لبنات معاهد جنيف.
التدين رافق نشأة مؤسس الصليب الأحمر
ولجهوده الكبيرة حملت الشوارع اسمه فى كل العالم، وهى تصفه بالرجل الذى ابتكر القانون الإنساني، حيث ولد فى  أسرة متدينة وملتزمة بالتفكير المدني، لم يكن موهوبا فى المجال الأكاديميى فإضطر إلى مغاردة الكلية، وفي سن السادسة والعشرين. دخل عالم الأعمال بصفته ممثـِّلا لـ "شركة جنيف للمُستعمرات" في مدينة سطيف قلب الجزائر وجزيرة صقلية جنوب إيطاليا،  وشرع في وضع خطـة مالية لتكوين ثروته بحيث مُنصـِّبا نفسـه رئيســا لشركة "مطاحن جبل جميلة" المالية والصناعية في الجزائر لاستغلال جزء كبير من الأراضــي.
الصليب الأحمر3
الصليب الأحمر
بزغت فكرة إنشاء الصليب الاحمر لدى "دونان" عندما ذهب إلى مقر اقامة نابليون قرب مدينة سولفيرينو شمال إيطاليا، وصادف وصولـُه إلى هناك نهاية معركة سولفيرينو ليكون شاهدا على مُخلفات مواجهة عنيفة بين التحالف الفرنسي-السرديني والجيش النمساوي من أجل استقلال إيطاليا، وواجه صدمة بعد انتهاء المعارك، بعد أن وجد  40000 جندي يحتضر على ساحات القتال، بينهم جرحى يعانون من اصابات بالغة.
 فسارع، بمساعدة من السكان المحليين، لتنظيم أولى المساعدات للـجرحى والمرضى، وبعد عودته إلى جنيف، ألـّف دونان كتابا عن تجاربه بعنوان: "ذكرى من سولفيرينو"، وطوّر فكرة إنشاء منظمة لمساعدة جرحى الحرب كمساهمة نحو خلقِ عالم أكثر حضارة وتخفيفِ معاناة الحرب.
الصليب الأحمر
الصليب الأحمر
مجرزة فى سلوفيرو سبب صدمته 
وفى عام 1863، بينما كانت تجربته في مذبحة سولفيرينو لا تزال ماثلة في ذهنه، أنشا "دونان" هو ورفقاة لجنة ستصبح لاحقا اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبعد مرور عام، نظمت الحكومة السويسرية بدعم الأعضاء المـُؤَسسين الخمسة للجنة الدولية للصليب الأحمر مؤتمرا دبلوماسيا حضرته 16 دولة، وأفضى إلى توقيع أولى اتفاقيات جنيف، حيث حددت قواعد الحرب، طبقا لأسس المعاملة الإنسانية لضحايا ميادين القتال، كما اعتمدت شارة التعريف الخاصة بالعاملين لحساب اللجنة لتكون صليب أحمر على خلفية بيضاء. بعدها تولت اللجنة الدولية للصليب الأحمرنشاطها لإنقاذ ضحايا الحروب والعنف الداخلي، ليبلغ أعضائها ومتطوعيها قرابة 100 مليون شخص حول العالم.