التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 02:04 ص , بتوقيت القاهرة

زيارة أردوغان لبريطانيا.. تركيا تسعى لابتزاز الغرب أم لتدمير الناتو؟

أردوغان وتريزا ماي
أردوغان وتريزا ماي

 زيارة مرتقبة يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة المتحدة، حيث سيلتقي خلالها بكبار المسئولين البريطانيين، وأبرزهم الملكة إليزابيث، وكذلك رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان النظام التركي سوف يسعى إلى تدشين تحالف تركي بريطاني على حساب العلاقات التركية مع كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كانت العلاقات التركية الأمريكية شهدت توترا كبيرا في الأشهر الماضية، بسبب الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، والتي تشتبه أنقرة في ارتباطها بحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى رفض الولايات المتحدة تسليم المعارض التركي عبد الله جولن للسلطات التركية على خلفية اتهامه بالتورط في الانقلاب المزعوم على أردوغان في يوليو 2016. كما أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي كذلك تبدو متوترة في ظل رفض الدول الأعضاء في انضمام تركيا لهم.

الورقة البريطانية

يبدو أن أنقرة تتجه بالفعل لاستخدام الورقة البريطانية للضغط على حلفائها الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، خاصة وأن بريطانيا تبقى أحد أكثر الدول التي تعاني حالة من الارتباك، في ظل خروجها من الاتحاد الأوروبي، وتعثر المفاوضات المرتبطة بإجراءات الخروج، من جانب، بالإضافة إلى الخلافات البريطانية الأمريكية التي ثارت مؤخرا حول خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وبالتالي فربما تجد رئيسة الوزراء البريطانية في أنقرة ملاذا للخروج من مأزقها الراهن.

زيارة أردوغان للندن ربما تأتي ليقدم نفسه شريكا جديدا لبريطانيا، في ظل حالة المشاركة بينهما في الخلاف مع الأطراف ذاتها، سواء الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، وإن اختلفت القضايا محل الخلاف، خاصة وأن بريطانيا ربما لم تجد الدعم المتوقع من قبل شركائها الأوروبيين تجاه روسيا على خلفية محاولة تسميم العميل الرسي سيرجي سكريبال، حيث جاء التضامن سواء من قبل الاتحاد الأوروبي أو حتى الولايات المتحدة خجولا إلى حد كبير، وهو الأمر الذي ربما أصاب بريطانيا بحالة من الخذلان تجاه حلفائها.

توافق تركي بريطاني

من الجانب الأخر، ربما كانت بريطانيا أكثر دول أوروبا التي توافقت إلى حد كبير مع المواقف التركية تجاه مختلف قضايا المنطقة، وهو ما يعكس أن المناخ يبدو مهيئا لعلاقة أكثر قوة بين لندن وأنقرة في المرحلة المقبلة.

كانت وسائل إعلام تركية قد تغنت بالمواقف البريطانية تجاه تركيا خلال السنوات الماضية، ربما للإشارة بأن زيارة أردوغان ربما تأتي لإطلاق صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، فقد أشارت للدعم البريطاني لنظام أردوغان إبان محاولة الإنقلاب المزعوم، على عكس الدول الغربية الأخرى، مشيرة إلى الزيارة التي قام بها آلان دنكان، وزير الدولة البريطانية المسئول عن شؤون أوروبا، والتي جاءت بعد ثلاثة أيام فقط من تلك المحاولة.

وركز الإعلام التركي كذلك على مواقف بريطانيا المناهضة لحزب العمال الكردستاني، وما أسمته فروعه في سوريا، في إشارة إلى وحدات الشعب الكردية، والتي استهدفتهم القوات التركية في مدينة عفرين السورية، بالإضافة إلى موقفهم المناهض لجماعة عبد الله جولن، والذي تمنحه الولايات المتحدة خق اللجوء.

مستقبل الناتو

إلا أن التحالف المحتمل بين أنقرة ولندن ربما يطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان سيؤثر ذلك بصورة أو بأخرى على وحدة حلف شمال الأطلسي، في ضوء تعارض المصالح بين الدول الأعضاء، خاصة مع زيادة الأعباء الملقاه على كاهل الحلف في المرحلة الحالية جراء تصاعد الدور الروسي بصورة كبيرة.

تقول الباحثة المتخصصة في الشأن التركي كرستين باركيل أن أردوغان يبدو مصابا بجنون العظمة، وهو ما اتضح فيما يتعلق بعمليته العسكرية في عفرين، إلا أن الأمر ربما لا يقتصر عند هذا الحد، حيث أن السياسات التركية تحمل شبهات عميقة حول نوايا تركية سيئة تجاه الناتو في المرحلة المقبلة، موضحة أن تركيا ربما وصلت إلى مرحلة المجازفة بمستقبل الناتو لتحقيق مصالحها.