التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:08 ص , بتوقيت القاهرة

غياب المسلسل الديني ودوره في انحسار القوى الناعمة

منذ سنوات كان يحتل مكانة بارزة في خريطة مسلسلات رمضان، المسلسل التاريخي والديني المصري يتصدر نسب المشاهدة ليس في مصر فقط  ولكن في كل دول العالم الإسلامي، وكان يتصدى لبطولة هذه المسلسلات كبار النجوم مثل نور الشريف ومحمود ياسين وغيرهم من كبار نجوم الدراما وقتها.

مع الوقت ومع ضعف الدور الديني وزيادة قوة الساخرين من ضعف الأعمال الدينية، حاولت الدراما السورية سحب النفوذ  من المسلسل المصري وبسط سيطرتها وكذلك الدراما الأردنية التي حاولت إعادة الصراع العباسي الأموي على الساحة الفنية بينها وبين دمشق، كما حاولت المملكة السيطرة على طريق الوقوف أمام الدراما الإيرانية.

المشكلة الحقيقية أن الدراما الدينية  كانت تلعب دورا قويا في نشر الإسلام الأزهري بالصورة التي تراها مصر، فلا أحد يدرك مدى أهمية الدراما الدينية التي تعمل على تجسيد قيم الإسلام الراقية، فعلى سبيل المثال مسلسل إمام الدعاة حقق دعاية وانتشار  كبير في الوطن العربي  وعرف الشباب من خلاله حياة الإمام الجليل  " محمد متولي الشعراوي " ، وكذلك مسلسل الإمام  " أبو حنيفة "  للنجم  محمود ياسين ساهم في شرح و تبسيط الكثير من الأمور المعقدة بشكل سلس، ومسلسلي المفضل ابن حزم بطولة محمد رياض الذي جعلني أهتم بالقراءة عن الأندلس.

إن الأعمال الدينية من أكثر الأعمال المناسبة للشهر الكريم  وتجتمع حولها الأسرة العربية، فلماذا تفقد مصر شيئا كان مميز لها وكان لها فيه بصمة، يرى المنتجون أن تلك النوعية لن تحقق نجاحا تجاريا،  ولكن علي العكس من ذلك فلدينا خير مثال في مسلسل عمر  الذي يعاد بثه بشكل دائم، كما أن وجود المسلسل المصري سوف يملأ الفراغ الذي امتلكته الدراما التركية والإيرانية، إن الدراما تعتبر من قوى مصر الناعمة التي يجب أن تجيد استخدامها  حتما.

يجب على الدولة أن تدعم  إنتاج عملا دينيا واحد على الاٌقل، وليس مطلوب من الدولة إنتاجه ولكنها مطلوب منها تقديم تسهيلات تساهم في إنتاجه، وأن يقوم ببطولته نجم ذو شعبية وليس ممثلا من الدرجة الثانية، لأن الممثل صاحب الجماهيرية سيعمل على تسويقه مثلما في السباق عندما كان يتصدى له نجم ذو جماهيرية مثل نور الشريف وعبد الله غيث، و يجب على الدولة معرفة ما هي الرسالة التي تريد مصر إيصالها من خلال ذلك العمل وفي ذلك التوقيت.

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع