التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:11 ص , بتوقيت القاهرة

مهاتير محمد.. ربما يفشل في إنقاذ ماليزيا من الفساد

مهاتير محمد
مهاتير محمد
عاد مهاتير محمد من التقاعد لقيادة ماليزيا مرة أخرى بعد فضائح الفساد التي لاحقت نجيب رزق، الذي كان يعتبره مهاتير خليفته السياسي.. ولكن هل يستطيع إنقاذ الاقتصاد الماليزي من الفساد؟
 
مهاتير محمد لم يكن لديه رغبة في الاستمرار بالعمل السياسي، فهو يبلغ من العمر 92 عاما، وعند خروجه من الحكم 2003 كان يعتمد على أن رئيس الوزراء الجديد عبدالله أحمد بدوي ومن بعده نجيب رزق سيتوليان المهمة بدون تدمير لإنجازاته.. لكنه الآن يعود بعدما أصبح مضطرا لمنع نجيب رزق وزوجته من السفر خارج البلاد بسبب  تورطهما في فضائح فساد وغسيل أموال.
 
مع ذلك ربما تكون مهمة مهاتير أكثر صعوبة مما كان يتوقع.
 
بحسب صحيفة "الجارديان" فإن مهاتير محمد، وإن كان صاحب نهضة اقتصادية، فإنه في أواخر سنوات ولايته الأولى التي انتهت عام 2003 كانت تلاحقه تهم قمع المعارضة وسجن المنافسين، على الرغم من وعده الحالي بالعمل على الإفراج عن زعيم المعارضة أنور إبراهيم.
 
لذا يرى المتفائلون أن مهاتير محمد سيتولى الحكم ويقضي على الفساد ثم يجعل أنور إبراهيم خليفته في الحكم ويعود هو للتقاعد في هدوء.
 
لكن النظرة الأكثر واقعية تشير إلى أن هناك مشاكل قديمة من عهد مهاتير محمد الأول ستعود لتطارده بشكل أكثر عنفا هذه المرة.. فهو من أشد المؤيدين لبرامج اقتصادية وإن كانت تحارب الفساد فإنها في نفس الوقت تجعل الأولوية للماليزيين على غيرهم من المواطنين من أصول أسيوية أخرى مثل الماليزيين الصينيين.
 
وهو ما يعني احتمالية لعودة العنصرية الماليزية التي تسببت قبل 20 عاما فيما يعرف بجفاف العقول عندما هاجر أصحاب العقول والأعمال من الصينيين للخارج رغم أنهم كانوا ثلث قوة العمل في ماليزيا.
 
كذلك هناك أيضا عدم تحمل مهاتير لأي معارضة فهو في ولايته الأولى كان يشن هجمات على المعارضة والقضاء وسجن معارضين سلميين تحت قوانين الأمن الداخلي، وليس من المستبعد أن يقوم بنفس الشئ من جديد خاصة أنه بدأ حكمه بمنع نجيب رزق وزوجته من السفر في أول قراراته المهمة بدون حتى استكمال التحقيقات ضده.
 
أما من يتصورون أن أنور إبراهيم سيعود للأضواء بعد الخروج من السجن فإن هناك إشارات أخرى تقول أن مخيرز مهاتير نجل مهاتير محمد ربما يكون هو الخليفة المنتظر حيث تم تنصيبه هذا الأسبوع حاكما لولاية كيداه وهذا يعني بالنسبة للمتشائمين أنه ربما تم استبدال سلالة حاكمة بأخرى بمعنى أن عائلة مهاتير استبدلت عائلة عبد الرازق الذي كان ثاني رئيس وزراء في تاريخ ماليزيا وابنه نجيب هو رئيس الوزراء الذي يواجه تهم الفساد الأن.