التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:02 م , بتوقيت القاهرة

بعد التصريحات الفرنسية.. هل تنجح إيران في عزل ترامب عن حلفائه بأوروبا؟

ترامب وميركل وماكرون - أرشيفية
ترامب وميركل وماكرون - أرشيفية

يبدو أن بوادر الانقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب الأوروبي بدأت تطفو على السطح، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يظهر بوضوح في تصريحات لعدد من المسؤولين الأوروبيين الذين أعربوا عن امتعاضهم جراء احتمالات فرض عقوبات أمريكية على الشركات الأجنبية العاملة في طهران.

ففي تصريح له اليوم الجمعة، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن عقوبات واشنطن على الشركات الأجنبية فى إيران بمثابة قيود مرفوضة، مشددا على ضرورة تفاوض الأوروبيين مع واشنطن لتفادى آثار هذه العقوبات.

وأضاف: "نقول للأمريكيين إن التدابير العقابية التى سيتخذونها تبقى شأنا خاصا بهم، والأوروبيين ليسوا مضطرين لدفع ثمن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع إيران."

سلاح إيران

لعل إثارة الانقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها هو أحد الأسلحة التي تسعى إيران إلى استخدامها، في المرحلة الراهنة، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، خاصة وأن طهران حظت بتعاطف أوروبي كبير منذ بداية الحملة التي أطلقها ترامب لاستهداف الاتفاقية النووية التي أبرمتها طهران مع القوى الدولية الكبرى برعاية الإدارة الأمريكية السابقة

وعلى الرغم من التهديد الذي أطلقه الرئيس الإيراني حسن روحاني، في أعقاب الإعلان الأمريكي عن الانسحاب من الاتفاقية النووية حول قيام بلاده بمواصلة تخصيب اليورانيوم، إلا أنه في الوقت نفسه أعرب، خلال كلمته أمام الشعب الإيراني، أن بلاده يمكنها البقاء في الاتفاق إذا ما تأكدت أن أهدافها سوف تتحقق منها، موضحا أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سوف يقوم بجولة في عدد من دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة إمكانية البقاء في الاتفاقية.

رهان إيران

تصريحات روحاني تمثل أن السلطة في إيران مازالت تراهن على الاتفاق عبر إثارة الوقيعة بين أمريكا وحلفائها، خاصة وأن استهداف الشركات الأوروبية العاملة في إيران من قبل الولايات المتحدة عبر فرض العقوبات عليها ربما يمثل نقطة تحول كبيرة في العلاقات بين أمريكا وأوروبا.

يبدو أن خطاب روحاني حمل رسالتان أحدهما للداخل الإيراني، تمثلت في الحديث عن إمكانية قيام طهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، وهو ما يهدف إلى مغازلة التيار المتشدد الذي بدا متحفظا منذ البداية على الصفقة، بينما الرسالة الأخرى كانت موجهة للغرب الأوروبي، والذي يعد أكثر الأطراف استفادة جراء الاستثمار في إيران، وبالتالي لن يكون من السهل بالنسبة لهم التخلي عن استثماراتهم في إيران والاستجابة لمطالب ترامب.

امتعاض أوروبي

التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي، والتي حملت لهجة حازمة، تجاه ما يثار حول العقوبات الأمريكية، لم تكن الوحيدة من نوعها، حيث أن عددا من الشركات الأوروبية خرجت كذلك للتعبير عن امتعاضها جراء التلويح الأمريكي بعصا العقوبات تجاهها بسبب عملها في إيران.

من جانبه، قال اتحاد الشركات فى بلجيكا، ووكالة التصدير والاستيراد فى إقليم والونيا "أوكس"، إن القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية وفرض عقوبات اقتصادية على طهران سيكون له تأثير على الشركات البلجيكية، خاصة وأنها كانت تأمل فى إبرام العقود فى إيران قريبا، خاصة فى الهندسة الميكانيكية والبنية التحتية والبيئة.