قبل لقاءهما المرتقب.. شبح القذافي يحوم في محادثات ترامب وكيم جونج أون
في حديث له لقناة "فوكس نيوز"، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن ليبيا ربما هي النموذج الأنسب الذي ينبغي استخدامه في التعامل مع الملف النووي لكوريا الشمالية، وهو الأمر الذي ربما ينذر بمؤامرة ما تقوم بها الولايات المتحدة، تجاه كيم جونج أون، هكذا استهلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقرير لها اليوم الاثنين، خاصة إذا ما نظرنا إلى النهاية التي شهدها الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن استدعاء النموذج الليبي من قبل مستشار الأمن القومي الأمريكي، ربما يمثل انعكاسا لطبيعة المحادثات المرتقبة بين زعيم كوريا الشمالية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة وأن الولايات المتحدة ترى أن النجاح في إخلاء ليبيا من السلاح النووي يمثل نجاحا كبيرا قبل 15 عاما.
ولعل السبب الرئيسي في حالة الاحتفاء الأمريكي بما تحقق في ليبيا آنذاك، بحسب الصحيفة، كان الإحساس القوي لدى الولايات المتحدة بخطور نظام القذافي في ليبيا في ضوء تاريخ طويل في دعم الإرهاب، وحالة نادرة من الاستبداد، وبالتالي كان امتلاكه لهذا السلاح الكارثي بمثابة تهديد خطير للولايات المتحدة والعالم.
ولكن يبقى التحدي الرئيسي الذي يواجه إدارة ترامب في المرحلة الراهنة هو حالة الانقسام التي تضربها حول الكيفية التي يمكن أن يخوض بها ترامب ومعاونيه طريق التفاوض مع زعيم كوريا الشمالية، حيث يرى البعض أن خطط ترامب وبولتون تواجهها حالة من انعدام الثقة في المقابل من الجانب الكوري الشمالي.
كما يؤكد هذا الانقسام على التحديات التى يواجهها ترامب وبولتون، ففى الوقت الذى يحاولون فيه تكرار إنجاز القضاء على برنامج ليبيا النووى، يقول المحللون إنهم قد يواجهوا انعدام الثقة بسبب التحول غير المتوقع فى الأحداث التى أدت إلى سقوط العقيد القذافى.
ينظر بولتون، الذى خدم فى عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، إلى ليبيا من خلال تجربة مفاوضات 2003 و2004، عندما وافق العقيد القذافى على نقل معداته النووية إلى منشأة فى تينيسي، لكن قد يتذكر كيم ما حدث لاحقاً، عندما شن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وحلفاء أوروبيون عملاً عسكريًا ضد ليبيا عام 2011 لمنع حدوث مذبحة مدنية المتمردين الذين سعوا لإسقاط حكمه، فى عملية تمكين المتمردين ليس فقط من الإطاحة بالعقيد القذافى بل أيضاً لتعقبه وقتله.
وتضيف أن هنا تكمن قصة كوريا الشمالية، فكيم ووالده بنا ترسانة نووية لغرض ضمان أمن دولتهم ضد نوع التدخل الذى حدث فى ليبيا، وهذا هو السبب فى أن كوريا الشمالية أصرت على وعد الولايات المتحدة بعدم الغزو كجزء من أى صفقة.