جراء الانقسام.. هل فقد الجمهوريون فرصة الاختفاظ بأغلبية الكونجرس؟
حالة من التوتر باتت تهيمن على البيت الأبيض في الوقت الراهن، جراء الاحتمالات الكبيرة حول رفض لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، لتعيين مايك بومبيو، في منصب وزير الخارجية بالولايات المتحدة، وذلك بعدما أثير حول لقاءه بمسئولين كوريين شماليين في الفترة الماضية.
وعلى الرغم من أن رفض اللجنة لترشيح بومبيو لن ينهي أماله في الحصول على المنصب، والذي تم تعيينه به في مارس الماضي بقرار من الرئيس دونالد ترامب، ليخلف وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، حيث أن اللجنة سوف تقوم بإحالة الأمر إلى المجلس بكامل هيئته لاتخاذ القرار النهائي بشأن الوزير الجديد.
إلا أن المأزق الحقيقي ليس في قرار اللجنة، ولكن في حالة الانقسام التي ضربت الحزب الجمهوري تجاه ترشيح الرئيس ترامب، حيث أن فشل تعيين بومبيو ربما يمثل انتصارا معنويا للديمقراطيين، قبل أشهر قليلة من انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والمقررة في شهر نوفمبر القادم.
يبدو أن رفض اللجنة لترشيح بومبيو سيكون أمرا غير مسبوق في تاريخها، بحسب مكتب تأريخ مجلس الشيوخ الأمريكي، كما أن المجلس لم يسبق له وأن رفض أي مرشح من قبل أي رئيس أمريكي لمنصب في الإدارة منذ عام 1945.
على الجانب الأخر، يرى البعض أن المأزق الكبير الذي تواجهه إدارة ترامب في المرحلة الحالية هو انضمام أحد أعضاء الحزب الجمهوري، وهو بول راند، لموقف الحزب الديمقراطي، منشقا عن التضامن الحزبي للجمهوريين في دعم ترشيح بومبيو لمنصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة.
لعل موقف بول هو في واقع الأمر امتدادا لمواقف شخصيات أخرى من قيادات الحزب الجمهوري، الذين أعربوا عن امتعاضهم من مواقف الإدارة، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان، والذي أعلن نيته في التقاعد بعد انتهاء فترته الحالية.
مواقف الجمهوريين من إدارة ترامب ربما تثير العديد من علامات الاستفهام، حيث أنها تصدر رسالة سلبية للغاية للمجتمع الأمريكي في المرحلة القادمة، في فترة تبدو حساسة للغاية نظرا لاقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرٍس، والذي يسيطر الجمهوريون حاليا على أغلبية مقاعده.