"يا ولاد يا ولاااااااااد.. تعالوا تعااااااالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة"، تتر أغنية طالما التفننا حولها فى تمام التاسعة صباحا، ونحن ننتظرحكايات أبلة فضيلة من أثيرالإذاعة المصرية، وهى تسرد علينا حكاياتها الشيقة ببرنامجها "غنوة وحدوتة"، وهي تبدأها بصوتها العذب الشيق "كان يا ما كان ياسعد يا إكرام، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام"، وبعد انتهاء حكايتها تختمها بالجملة الشهيرة "توتة توتة خلصت الحدوتة"، وهي تجتهد لمدة 60 عاما لتقص علينا وتمنحنا حكمة، وتسدي لنا النصائح بشكل غير مباشرتناسب خيالنا.

 

 

رحلة أبلة فضيلة للإذاعة المصرية بدأت بالمحاماة، التى حولها والديها إلى هدف للحصول عليها، فكانت مطيعة لحد كبير، وحاولت تحقيق أمنية والدها فى مكتب حامد باشا زكي، وزير المواصلات

لكن لطيبة قلبها الشديدة حاولت أن تصلح بين طرفي قضية في أول عمل يوم لها، فأغضب ذلك حامد باشا زكى، وقرر طردها من مكتبه لعدم نجاحها في المحاماة، وفرحت بهذا القرار، لتعود إلى حلمها الأول بالعمل في الإذاعة المصرية، ومنحها القدرأمنيتها للعمل كمقدمة برامج أطفال، وقارئة نشرة إخبارية.

بعد انتقال "بابا شارو" للعمل بالتلفزيون، ليبتعد عن الإذاعة،وتتولى هى مسؤولية تقديم برنامج "غنوة وحدوتة"، وتسرد حكاياتها " الكسلان" ،"نفسك تطلع أيه"،"كوب اللبن"،" البنت الفلاحة وفرحها أمها"،" الغني والتاجر"

 

اعتمدت أبلة فضيلة على تغذية خيال الأطفال، وهى تمتعهم إلى جانب الحكايات باستضافة نجوم مشهورين ليحاورهم الأطفال، أمثال «نجيب محفوظ»، و«أنيس منصور»، والدكتور«فاروق الباز»، والموسيقار«محمد عبد الوهاب»، و«عبد الحليم حافظ» وغيرهم كثيرون.

 

وكان لولادة أبلة فضيلة في أسرة مرموقة دور كبير فى إثراء خيالها لتصبح أشهر قاصة للأطفال، فكانت طفلة من الطبقة العليا فى ثلاثينات القرن الماضى، وتتعلم في مدرسة حكومية، حيث كانت أخت الفنانة محسنة توفيق، وكان بين فصول دراستها شخصيات مرموقة فى المجتمع أمثال الملكة ناريمان، وفاتن حمامة، وعندما كبرت ودخلت كلية الحقوق، كان فى دفعتها كل من السياسى الراحل أسامة الباز وفتحي سرور.