تمنى الشهادة منذ اليوم الأول لالتحاقه بكلية الشرطة، كان متفوقًا ومحبوبًا من الجميع، وحينما قام المصريون بثورة الثلاثين من يونيو، لإسقاط حكم الجماعة الإرهابية كان يقول لأصدقائه:"لن نسمح لهم بترويع المصريين، ودمائنا فداءً لمصر".

ترصد "دوت مصر".. أبرز المعلومات عن الشهيد البطل النقيب مصطفى يسرى أحد أبطال الشرطة بفض اعتصام رابعة 

 النقيب يسري مصطفى السيد، أحد ضباط قطاع الأمن المركزي، الذي لُقب فيما بعد بـ"الشهيد الحي"، وقد نال الشهادة التي كان يتمناها بالفعل، لكن بعد مرور ثلاثة سنوات كاملة إثر إصابته برصاصة أحد قناصي جماعة الإخوان الإرهابية في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013.  

الإصابة القاتلة 

رصاصات الغدر اخترقت فكه وساقه، ليواجه بعد الإصابة تلفًا فى المخ وشلل رباعي تام أفقده القدرة على الحركة والحواس، وكان يرقد فى فراشه، لا يسمع، ولا يرى لمدة ثلاث سنوات، كما تلقى الشهيد العلاج لمدة عام ونصف العام خارج البلاد بألمانيا، ثم عاد للقاهرة مرة أخرى لاستكمال علاجه في مستشفى الدفاع الجوي.

زيارة دور الأيتام في السر 

وتحدثت والدة الشهيد مصطفى لـ"دوت مصر" قائلة:"مصطفى كان ابني الكبير، حلم حياته منذ طفولته أن يلتحق بكلية الشرطة ويتخصص في  قطاع العمليات الخاصة، وبالفعل تحقق الحلم الذى عاش سنوات يتمناه، وكان دائم الحرص على الحفاظ على أواصر العلاقات الأسرية خاصة مع اخوته الأصغر سنًا، حيث كان مهتمًا طوال الوقت بمتابعة تفاصيل حياتهم ومشاكلهم، وعرفت بعد استشهاده من أصدقائه أنه كان يداوم على زيارة دور الأيتام في وقت أجازاته، ويجلس مع الأطفال ويقدم لهم الهدايا التي يحبونها". 

زيارة خاطفة لقراءة الفاتحة

وتضيف الأم الثكلى قائلة:"قبل استشهاده بيوم واحد فقط، قرر مصطفى النزول في زيارة خاطفة للقاهرة لقراءة الفاتحة، على أن يكون الزفاف قبل نهاية العام، نظرًا لظروف عمله الخاصة، وأذكر أنه في ذلك اليوم تحدثت إليه عروسته هاتفيًا وهو بيننا، فقال لها :"اقفلي، عاوز ألحق أقعد مع ماما وأخواتي قبل ما أسافر، وهاكلمك في الطريق، محدش عارف العمر باقي فيه قد إيه؟". 

هدية عيد الميلاد 

وتضيف والدة الشهيد:"قبل ذهابه في مهمة عمله الأخيرة في فض اعتصام رابعة العدوية، اشترى مصطفي لوالده هدية عيد ميلاده مبكرًا عن تاريخ مولده بشهر كامل، وحينما سألناه لماذا فعل ذلك؟، قال مصطفي :"ما ينفعش يجي عيد ميلاد بابا من غير ما أجيب له هديته، ومحدش ضامن يوم عيد ميلاده هاكون موجود ولا لا "،  وتبكي قائلة:"كل هذه الكلمات والتصرفات أدركت معناها بعد الحادث وكأنه كان "ابن موت"، وعلى موعد مع الرصاص في ذلك اليوم المشؤوم، لكني أحسبه عند الله من الشهداء، هذا ما يطمئن قلبي، خاصة أنه كان يرى نفسه شهيدًا طوال الوقت".

الوفاة بعد 3 سنوات 

الشهيد مصطفى يسرى، توفى في 19 أغسطس 2016، عن عمر 27 عامًا، فهو من مواليد 18 يوليو 1989، وكان يرقد كالجثة الهامدة فى المستشفى منذ ثلاث سنوات إثر إصابته". 

أقرأ ايضًا:

عَظم شهيدك.. خالد زهران.. بطل توقع مصيره الطيب منذ أول يوم بكليته