أحمد خالد توفيق.. العراب الذي تنبأ بميعاد جنازته
هل تخيلت يومًا أن تتنبأ بميعاد موتك، هل يسرح خيالك طويلًا ليصل إلى توقيت صلاة الجنازة؟، بالطبع الإجابة ستكون لا، من الممكن أن تتنبأ باقتراب موعد وفاتك لكن تحديد ميعاده بالظبط سيكون أمرًا مستحيلًا، لكن هذا المستحيل صار واقعًا تنبأ به العراب أحمد خالد توفيق، هذا الروائي الكبير الذي قدم العديد من الروايات على مدى عقدين من الزمان، وارتبط الكثيرون بها بدءا من "وراء الطبيعة" وانتهاء بآخر الإصدارت "ممر الفئران".
"لقد أقنعت نفسي منذ زمن أنه لا توجد كائنات على كواكب أخرى وأننا وحيدون معزولون تمامًا.. هذا يريحني وقد بنيت حياتي على هذا وكففت عن قراءة الأخبار السخيفة عن دوائر المحاصيل واختطاف الفتيات إلى المريخ، وظهور طبق طائر فوق أسبانيا"، تلك الكلمات التي تضمنتها رواية "قهوة باليورانيوم" الشهيرة للعراب أحمد خالد توفيق، لكن صفحات الرواية وبالتحديد رقم 62 كانت المفاجأة الأكبر بعد وفاته مساء أمس الإثنين، عمر ناهز 56 عامًا، إثر وعكة صحية.
الصفحة 62 من الرواية، تضمنت: "اليوم، كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطا ومختصرا وسريعا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أنني لم أر أي شيء من تجربة الدنو من الموت التي كتبت عنها مرارا وتكرارا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هي أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا"، ليتنبأ الرجل بميعاد دفنه.