بمناسبة الانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر اليوم الأربعاء، في ثالث أيامها، والتي تنتهي في التاسعة مساء، نتناول في هذه السطور خبرة عريضة لإحدى الدول الأوروبية الواقعة في قلب القارة البيضاء، وهي دولة سويسرا والتي تعتبر الديموقراطية المباشرة إحدى وسائل إشراك المواطنين في قرار الحكومة الفيدرالية السياسي.

وتنظم سويسرا العديد من الاستفتاءات بين مواطنيها، على العديد من الموضوعات المختلفة، بعضها سياسي، وشديد الارتباط بقرارات حكومية مثل ما شهده كاتب هذه السطور من توجه الناخبين السويسريين عام 2014 في شهر مايو للاقتراع على قرار الحكومة بشراء مقاتلات من دولة السويد، ووقتها رفض الناخبون السويسريون هذا القرار، كما اقترع الناخبون السويسريون على وضع حد أدنى قانوني للعمل وهو المقترح الذي تقدمت به اتحاد النقابات السويسرية.

وكان المقترح الذي تقدمت به النقابات السويسرية، هو وضع حد أدنى للعمل في الساعة يقدر بـ22 فرنكا سويسريا، بعد أن رفضت أغلبية واضحة من الناخبين تقدر بـ67.3 مقترحها الراغب في إقرار حد أجر أدنى، وكان المقترعون يأملون أن يصبح الأجر الأدنى في سويسرا وفقا لمخطط النقابات أعلى مرتين مما يتقاضاه عامل في بريطانيا، أو في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى الأجر الأدنى في سويسرا، إلا أنه يتعين النظر إلى المسألة من زاوية ارتفاع المستوى العام للمعيشة في البلاد، حيث يقدر متوسط الأجر في الساعة بحوالي 33 فرنكا سويسريا.

اقتراع على الأمومة والمنح الدراسية وضرائب التركات وقانون جديد للإذاعة والتلفزيون

وفي عام 2015، توجه الناخبون السويسريون يوم 14 يونيو، إلى صناديق الاقتراع للتصويت على 4 موضوعات، تشمل الأمومة، والمنح الدراسية، والضرائب على الميراث، والقانون الجديد للإذاعة والتلفزيون.

وقتها وافق الناخبون السويسريون على تعديل المادة الدستورية الخاصة بالإنجاب بالمساعدة الطبية والهندسة الوراثية، بينما رفضوا المبادرة الشعبية المُطالبة بتنسيق المنح الدراسية على المستوى الفدرالي، وكذلك المبادرة الشعبية المتعلقة بفرض الضرائب على الميراث الذي تتجاوز قيمته 2 مليون فرنك.

 هذه المواضيع الثلاثة الأولى كانت تتطلب غالبية مزدوجة لنجاحها، أي أغلبية الناخبين وأغلبية الكانتونات، بما أنها تقتضي تعديلا دستوريا، حسبما يشير تقرير لموقع سويس إنفو السويسري.

 أما الموضوع الرابع فهو تمويل وسائل الإعلام الإذاعة والتلفزيون، وقد وافق عليه الناخبون بأغلبية كبيرة جدا. 

استفتاء حظر المآذن

حظر المآذن..أشهر اقتراع سويسري بلغت أخباره عالمنا العربي

يوم الأحد 29 نوفمبر 2009، اقترع السويسريون على قانون قدمته أحزاب يمينية تدعو لحظر بناء المآذن، إذ أيد أكثر من 57% من الناخبين مقترحا يدعو إلى حظر بناء مآذن جديدة في المدن السويسرية، وتم تنظيم هذا الاستفتاء في أجواء متخوفة من هيمنة الإسلام على سويسرا، وطُرحت نقاشات حول ما إذا كان هذا الاستفتاء سيضر من علاقات سويسرا الخارجية مع البلدان الإسلامية على وجه الخصوص، كما فُتح النقاش على مصراعيه آنذاك حول موضوعات حقوق الإنسان الدينية، وفي المعسكر المؤيد لحظر المآذن، هيمنت الحجة القائلة أن المآذن رمز سياسي لتأكيد هيمنة الإسلام، وهو ما أقنع غالبية المصوتين بتأييد الحظر، فيما قال البعض أن المساجد لا تحتاج في الأصل إلى المآذن.

صورة الحملة المضادة لتجنيس الأجانب

تجنيس الجيل الثالث لأبناء الأجانب..استفتاء عام 2017

في 12 فبراير 2017، شهد كاتب هذه السطور، الاستفتاء الذي نظمته دولة سويسرا، لمواطنيها، للاستفتاء على موضوع شديد الحساسية، ألا وهو منح الجنسية السويسرية لأبناء الجيل الثالث لأبناء الأجانب، الذين استقروا في سويسرا وعملوا فيها، إذ وافق الناخبون منذ عام على مبادرة تدعو إلى تبسيط إجراءات منح المواطنة لأبناء الجيل الثالث من الأجانب، وعلى مشروع حكومي يهدف إلى إنشاء صندوق خاص بتمويل شبكة الطرق، وصيانتها.

الموافقة على منح الجنسية لأبناء الجيل الثالث من الأجانب، العام الماضي في سويسرا، جاء بعد 3 استفتاءات تناولت نفس الموضوع، ورفضها الناخبون السويسريون، إلا أنهم في المرة الرابعة، وافقوا بنسبة بلغت 60.4%، وصوتت أغلبية الكانتونات السويسرية من جملة 26 كانتونا، تشكل قوام الاتحاد الفيدرالي السويسري، فيما رفضت 7 كانتونات هذه المبادرة.

وأطلقت هذه المبادرة نائبة اشتراكية، وواجهت مبادرتها معارضة شرسة من حزب الشعب السويسري المعروف بميوله اليمينية المتشددة، وحينما كنت هناك في سويسرا خلال شهر فبراير 2017، كنت ألمح لافتات لمنقبات في محطات القطار، والأتوبيسات، مكتوب أسفلها Nein" أي لا، واستخدم حزب الشعب السويسري الدعاية الإسلامية لزيادة كراهية الناخبين في الحملة، التي تستهدف تجنيس أبناء أجانب ربما يكونوا ألمان، أو فرنسيين، وليس بالضرورة عرب.

اقرأ أيضا

بالصور.. الهلال الأحمر يتفقد لجان حلوان الانتخابية

رئيس لجنة انتخابية يدلي بصوته داخل لجنته بالزمالك

خالد بيبو يدلي بصوته في 6 أكتوبر

تدفق الناخبين على لجان النهضة في ثالث أيام الانتخابات الرئاسية

الرئيس التنفيذى لتنظيم سوق الغاز يدلي بصوته في الانتخابات

الوطنية للانتخابات: إعلان نتائج الانتخابات النهائية حق حصرى للهيئة وحدها

توافد الناخبين المغتربين على لجان أكتوبر للتصويت

"هيئة الاستعلامات" :لم نرصد أى انتهاكات بالتصويت ولم نتلق شكاوى

سيارات تجوب شوارع المطرية لحث الناخبين على التصويت فى الإنتخابات

غرفة عمليات نادى القضاة: "انتظام التصويت دون أى معوقات"

توافد كبير للناخبين بأسيوط على لجان الانتخابات الرئاسية