التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:53 ص , بتوقيت القاهرة

لهذه الأسباب.. حلف الناتو لن يقود صراع الغرب مع روسيا

زعماء الناتو
زعماء الناتو

القرار الذي أصدره حلف الناتو بطرد عدد من الدبلوماسيين الروس يعيد حلف شمال الأطلسي من جديد إلى واجهة الصراع بين موسكو، والمعسكر الغربي من جديد، على خلفية محاولة قتل العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال، وذلك بعد الاتهامات البريطانية للحكومة الروسية بالتورط في المحاولة.

إلا أن القرار ربما يطرح تساؤلات عدة، حول ما إذا كان الناتو ما زال يملك القوة والتأثير لتحويل دفة الصراع الحالي لصالح الغرب في المرحلة الحالية، في ضوء احتداد الصراع بين روسيا وخصومها في الغرب، في ضوء الكثير من التحديات التي ثارت خلال السنوات الماضية، والتي من شأنها تقويض أي دور محتمل يمكن أن يقوم به "الناتو"، في أي صراع محتمل مع روسيا.

تخلي أمريكي

لعل أبرز التحديات التي تواجه حلف الناتو في المرحلة الراهنة هي حالة اللامبالاة الأمريكية في التعامل مع حلف شمال الأطلسي، منذ ظهور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المشهد السياسي الأمريكي، وهو ما بدا واضحا في خطاب ترامب الانتخابي والذي أكد خلاله أنه الولايات المتحدة ربما تخرج من الحلف إذا ما لم تقم الدول الأعضاء بسداد التزاماتها المالية.

من جانب آخر، الموقف الأمريكي من روسيا يبدو ناعما إلى حد كبير منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير من العام الماضي، وبالتالي فإن أي تصعيد محتمل من قبل الناتو ضد روسيا ربما يصطدم مع التوجهات الأمريكية الواضحة، والتي تقوم على التوافق مع الجانب الروسي.

انقسام الحلف

حالة من الانقسام ربما تقوض استعادة حلف الناتو لدوره على المستوى الدولي في المرحلة الحالية، خاصة تجاه أزمة سكريبال. فعلى الرغم من أن بعض الدول الأوروبية، وكذلك الاتحاد الأوروبي، اتخذوا قرارا بطرد دبلوماسيين روس بعد الاتهامات البريطانية لموسكو، إلا أن تلك الإجراءات كانت مرتبكة، حيث أن غالبية قيادات أوروبا حرصوا على تهنئة بوتين بفوزه بالانتخابات الرئاسية، وهو الموقف الذي يتعارض مع الموقف المناويء لروسيا.

الانقسام الأوروبي حول روسيا ربما يرتبط بشكل مباشر لحالة الغضب الأوروبي جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إثر الاستفتاء الذي تم إجراءه في العام الماضي.

الخيانة التركية

الأمر لا يقتصر على الانقسام بين أعضاء الحلف حول قضية سكريبال، وإنما يمتد إلى عدة جوانب أخرى، أبرزها ارتماء تركيا، والتي تعد أحد أبرز أعضاء "الناتو"، في أحضان روسيا فيما يتعلق بالعديد من الملفات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية.