دقائق قليلة فصلت بين محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية، اللواء مصطفى النمر، عن طريق عبوة ناسفة استهدفت موكبه، بشارع معسكر الروماني، ونجاته منها، وبين عودته مرة أخرى لمكان الحادث لتفقده، والإشراف بنفسه على عمليات البحث والتحري ورفع آثار الحادث، ومتابعة أعمال المعمل الجنائي، وخبراء المفرقعات، والاطمئنان على المصابين.

ورغم ضخامة الحادث، من حيث قوة التفجير، وما أسفر عنه من استشهاد رقيب شرطة علي جلال، وهو سائق سيارة حراسة مدير أمن الإسكندرية، بينما أصيب 4 آخرين بينهم 3 شرطيين، إلا أن ذلك كله لم يثن مدير الأمن من العودة مرة أخري لمكان الحادث الذي كان يستهدفه بشكل مباشر، لمتابعة أعماله مثل أي حادث جنائي أو إرهابي تشهده الإسكندرية.

حادث محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية (4)

تصميم اللواء مصطفى النمر -الذي سبق وكرمه الرئيس السيسي وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى- على العود لمكان محاولة استهدافه، يوصل الرسالة ذاتها التي يكررها رجال الجيش والشرطة، بل والمصريون جميعا بأن الإرهاب لن يثنينا عن شئ، وعن الحفاظ على أرض مصر، مهما كلف ذلك من تضحيات.

سبق ورأينا ذلك وسمعناه من جنود وأبطال قوات الجيش والشرطة، في كل أنحاء مصر، وخاصة في سيناء التي تزداد فيها العمليات الإرهابية، والمواجهات الأمنية. رأينا الجندي والضابط مصممين على الوقوف والمواجهة بنفس المكان الذي استشهد فيه زملاءهم، يطالبون بالعودة مرة أخرى للخدمة بأماكن إصابتهم دون خوف.

حادث محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية (4)

رسالة اللواء مصطفى النمر، هي ترجمة واقعية لشجاعة وبسالة رجل الأمن المصري، وتصميم الجميع على عدم الخوف من التهديدات الإرهابية، والمحاولات البائسة لإفشال الانتخابات الرئاسية، وتخويف المصريين من النزول للمشاركة في الانتخابات.

عاد مدير أمن الإسكندرية إلى مكان واقعة محاولة اغتيال، ويؤكد في تصريحات صحفية أن الحادث الإرهابي لن يؤثر على استقرار المحافظة، وقال "إنه فداء مصر وجنود أرض الوطن".

الشهيد علي جلال

وأعلنت وزارة الداخلية عن انفجار عبوة ناسفة موضوعة أسفل إحدى السيارات على جانب الطريق بشارع المعسكر الرومانى بدائرة قسم شرطة سيدي جابر، بمديرية أمن الإسكندرية أثناء مرور اللواء مدير أمن الإسكندرية مستقلاً سيارته، وأسفر ذلك عن استشهاد أحد أفرد الشرطة وإصابة أربعة آخرين، وحدوث تلفيات ببعض السيارات المتوقفة على جانبي الطريق.