التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:50 ص , بتوقيت القاهرة

فرنسا تحت الصدمة .. لماذا تتلقى ضربات التنظيم الدولي "داعش" ؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تمثل فرنسا رقما حائرا في التعرض لضربات الإرهاب، إذ شهد عام 2015 ضربتين موجعتين، أولاهما كان الهجوم على مجلة تشارلي إبدو، في مطلع عام 2015، والثانية كانت الهجوم على مسرح الباتكلان نهاية نفس العام.

في السابع من يناير عام 2015 تم الهجوم على مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" بعد نشرها كاريكاتير قصد التهكم والسخرية من قائد تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، وتسبب هذا الهجوم في مصرع 12 شخصا، وجرح 11 آخرين، وكان من بين المقتولين معظم هيئة تحرير شارلي إيبدو، و4 من أكبر رساميها، وهم شارب وكابو وتينيوس ولينسكي، الأكثر شهرة في فرنسا، إضافة إلى الخبير الاقتصادي برنار ماريس الذي كان يعمل أيضا في إذاعة فرنسا الدولية.

وفي نوفمبر 2015، شهدت باريس اعتداءً وحشيا لن تنساه، حيث هاجم مسلحون مسرحا كان يستضيف فرقة موسيقية، تؤدي فقرات غنائية، على خشبة مسرح "الباتكلان" مما أسفر عن مقتل 89 شخصا، يضاف إليهم آخرين قضوا في هجمات استهدفت مواضع أخرى بباريس في نفس توقيت الهجوم على الباتكلان، مما أسفر عن مقتل 130 شخصا.

مسرح باتكلان
مسرح باتكلان

 

والعملية التي وقعت اليوم الجمعة في فرنسا، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، بينهم منفذ العملية الذي تحصن في سوبرماركت ببلدة تريب، بعد أن احتجز عدة رهائن، وقتل في العملية التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أن قوات الأمن الفرنسية قتلت مسلحا، دون أن يكشف عن تفاصيل أوفر بشأن العملية، ولم يعتبر عمليته تهديدا إسلاميا.

ومرتكب العملية مغربي في الخامسة والعشرين من عمره، كان يعيش تحت المراقبة الأمنية بسبب انتقاله إلى التطرف الدين، وذكرت تقارير نشرتها صحيفة تليجراف البريطانية وتلفزيون بي إف إم، أن محتجز الرهان طلب الإفراج عن عبد السلام المشتبه به في هجمات باريس الكبرى في نوفمبر 2015، أي أن عملية اليوم مرتبطة بعملية نوفمبر 2015.

جندي فرنسي
جندي فرنسي

 

ويعزو البعض السبب الرئيسي في زيادة الهجمات الإرهابية على فرنسا، بجانب السبب الواضح في ضربة جريدة "تشارلي إيبدو"، إلى صعوبات الاندماج التي تواجهها بعض عناصر الجاليات العربية في فرنسا، والتعنت الصارم من جانب الحكومة الفرنسية في احتواء أبناء هذه الجاليات، ومنهم المهاجرين الجزائريين والمغاربة، ومع تصاعد موجات الإسلاموفوبيا في أوروبا، تتوجه باستمرار الاتهامات المجانية إلى أبناء هذه الجاليات، التي تجد نفسها محاصرة وملاحقة.

ويعزف عناصر تنظيم داعش على أوتار موجات الكراهية المتصاعدة ضد المسلمين في أوروبا، فينجح بسهولة في اجتذاب العديد من الشباب الذين لم يجدوا موطئا سواء في دولاب العمل الفرنسي، أو في الإقامة الشرعية، أو لم يتحقق في وظيفة خاصة.

الهجوم على فرنسا يأتي أيضا ردا من التنظيم الإرهابي على سياسات باريس، كأنه يرغب في عقابها على مشاركتها في الحلف الذي قصف قواعد تنظيم الدولة في الشرق الأوسط، حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي جون إيفل ودريان عام 2015، أن عشر مقاتلات فرنسية قصفت معقل داعش في مدينة الرقة السورية.

ولكن هل يتذكر التنظيم ثأراً مر عليه 3 أعوام؟ لا ريب أن الإجابة هي نعم، خاصة أن منفذ العملية اليوم طالب بإطلاق سراح أحد المعتقلين في هجمات نوفمبر 2015، وهو ما يبرر أيضا أن يكون التنظيم يرى في فرنسا عدوا ويستحق أن ينال المزيد من الهجمات.

ولأن فرنسا في القلب من أوروبا، ولاشك أن عملية إرهابية تنال منها، ستطّير وكالات الأنباء أخبارها، فإن ضربة اليوم هي بمثابة إعلان أن التنظيم لم ينته، وأنه لم يزل يقاوم، عبر ذئابه المنفردة في أوروبا، وأن لديه قواعد وأفراد على الأرض لا يزالون ينفذون تعليماته، ببساطة ضربة اليوم على قلة ضحاياها، إلا أنها تستهدف الترويج للتنظيم والإعلان أنه لم يمت مطلقا، بل أن خطره لم يزل موجودا بل ويتمدد.

 

اقرأ أيضا:

انتهاء احتجاز الرهائن بمتجر فرنسي.. وهذا مصير المتورط

محتجز الرهائن في فرنسا يطالب بالإفراج عن المتورط بهجمات باريس 2015

فرنسا.. منفذ الحادث الإرهابى مغربي الجنسية مرصود على قوائم الإرهاب

الخارجية المصرية تواسي ضحايا إطلاق النار بفرنسا وتدعو لمواجهة الإرهاب

إصابة شرطي في إطلاق نار جنوب فرنسا