التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:50 ص , بتوقيت القاهرة

معاركه الأدبية سبب تهميشه.. عن فتحي غانم الذي لم يفقد ظله

فتحى غانم
فتحى غانم
كاتب كبير لم يفقد يوما ظله بين قرائه، لكنه عانى كثيرا من التهميش بين النقاد، كونه كاتبا مستقلا عميقا، وتعرض للكثير من الأذى في نشر أدبه، وكانت أشهر تلك الوقائع ما حدث مع روايته "تلك الأيام" التي نشرت على "روز اليوسف" عام 1963، ولم يتم نشرها في الكتاب الذهبي بعد حذف ما يزيد على 132 صفحة منها.
 
مؤلفات فتحى غانم
مؤلفات فتحى غانم
 
ورغم ذلك صمت "غانم"، وهو يؤكد أن من يريد قراءة الرواية كاملة عليه العودة إلى صفحات المجلة لقراءاتها، على الرغم من أن هذا الموقف لو حدث مع أحد المثقفين لتحولوا من موقف "غانم" الصامت إلى الشجب والإدانة.
 
لكن هدوء وصمت "غانم" على تجاهل نشر روايته لم يهيمن على مجمل حياته الأدبية، بل خاص عددا كبيرا من المعارك الأدبية في حياته نتذكرها في يوم عيد ميلاده، الذي توافق ذكراه اليوم الجمعة يوم 42 مارس.
 
دخل "غانم" تلك المعارك التي لم تخل من السخونة والفرادة طبقا لما ذكرة الكاتب شعبان يوسف في "وجوه آخرى لفتحي غانم"، سلط خلالها الضوء على أبرز المعارك الأدبية التي خاضها "غانم"، والتي كان أبرزها معركته وهجومه عام 1952، على الكاتبين أحمد الصاوي وعبدالرحمن الخميسي، ما دعا الأخير إلى الهجوم عليه في "المصري" قائلاً إنه "ابن ذوات! ويكتب قصصاً فاشلة".
 
free-186006442030125824
فتحى غانم
 
ولم يسلم الكاتب طه حسين من معارك الهجوم التي قادها فتحي غانم ضده، عكستها سلسلة مقالاته في "آخر ساعة" بعنوان "طه حسين عقبة ضخمة في طريق القصة القصيرة"، وأدخلته هذه المقالات في معمعة مع فريق كبير من الكُتاب.
 
كما هاجم عام 1955 أسلوب محمود أمين، عبر مقال له في رورز اليوسف، وهو ما دفعه لرد الهجوم عليه في مقال حمل عنوان "فتحي غانم والنقد الأسود"، في باب النقد في "آخر ساعة" عنوانه "أدب وقلة أدب". 
 
وانضمت معركة "غانم" مع الفنان محمد عبدالوهاب إلى قائمة المعارك التي خاضها مؤلف رواية "الرجل الذي فقد ظله" ضد محمد عبدالوهاب، حيث أكد أن "عبدالوهاب" لم يحاول أن يحفر في الأرض، ليحصل على المعادن المخبوءة، كما اتهمة بأخذ ألحان سيد درويش وطلائها، وفعل الشىء نفسه مع طقاطيق القصبجي، حتى الأجيال التالية مثل صدقي والطويل والشريف لم تسلم من الفنان الكبيرحسب زعم "غانم" عن عبدالوهاب: "كلما تقابلنا تدور بيننا مناقشة في الموسيقى، مناقشة هادئة وعميقة، ويقول لي عبدالوهاب إنني مخطئ في هذا الرأى، ويبرهن على الخطأ بعشرة أسباب".
 
وخلال مسيرة حياته أمتعنا "غانم" بعيدا عن معاركة الأدبية بعددا من الروايات الطويلة التي يمكن وصفها بالملحمية، من بينها رواية "زينب والعرش" (800 صفحة)، ورباعية "الرجل الذي فقد ظله" (أكثر من 800 صفحة)، ورواية "الأفيال"، كما حملت رواياته القصيرة تكثيفا شديدا مثل "حكاية تو" و"الغبي" و"قط وفار في قطار".