التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 12:13 ص , بتوقيت القاهرة

قائمة إرهاب قطر.. بادرة خضوع أم وثيقة جديدة لإدانة "الحمدين"؟

في محاولة صريحة للتخفيف من حدة الضغوط الدولية المفروضة عليه، أعلن تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر قائمة إرهاب، شملت  19 شخصا و8 كيانات، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الخطوة القطرية بادرة لتنفيذ باقي مطالب الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، أم أنها مجرد مرواغة.

وتضمنت القائمة العديد من الشخصيات والكيانات التي سبق وأن وضعتها الإدارة الأمريكية، وكذلك الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب على قوائم الارهاب لديها، من بينهم عبد الرحمن النعيمي، المدرج سابقا بقائمة للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والرباعى العربى، كما تضمنت 8 كيانات من بينها جمعية الإحسان الخيرية اليمنية وإرهابيو سيناء، إضافة إلى 6 كيانات قطرية.

توقيت القائمة           

ولعل أبرز ما يثير التساؤلات في هذا الإطار هو توقيت القرار الذي اتخذته الإمارة الخليجية، حيث أنها تأتي في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء الماضي، وهو اللقاء الذي أكدت خلاله الإدارة الأمريكية عن دعمها للخطوات التي تتخذها المملكة سواء سياسيا او اقتصاديا أو حتى على مسار الحرب على الإرهاب.

يبدو أن النجاح المنقطع النظير الذي حققته زيارة الأمير السعودي جاءت لتقدم دليلا دامغا على فشل الخطط القطرية التي كانت تهدف إلى تشويه صورة المملكة العربية السعودية، والإساءة لها، في إطار محاولاتها إلى استقطاب إدارة ترامب إلى صفها في صراعها مع دول الخليج.

خطوة استباقية

القرار يأتي كذلك قبل الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها أمير قطر تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة في الشهر المقبل، لمواصلة نهجه القائم على استجداء الوساطة الأمريكية لإنهاء الأزمة التي تعانيها الدوحة منذ قرار الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب جراء قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وعلى الرغم من أن اسم قطر لم يذكر خلال المباحثات التي أجراها بن سلمان مع ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن الرسائل الموجهة لـ"تنظيم الحمدين" كانت قوية وواضحة، حيث أكد الرئيس الأمريكي، عقب اللقاء، بأن هناك توافقا بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حول ضرورة اتخاذ إجراءات قوية من شأنها القضاء على الإرهاب أو التسامح مع مموليه بأي حال من الأحوال، وبالتالي فإن الإمارة الخليجية ربما تستبق زيارة تميم بإجراء من شأنه تخفيف التوتر المحتمل أثناء لقاء بالرئيس الأمريكي.

وثيقة إدانة

ولعل المفارقة تتمثل في أن القائمة، التي أصدرتها قطر ربما لتبرئة ساحتها من تهمة دعم الإرهاب، هي نفسها وثيقة جديدة لإدانة الإمارة الخليجية، على غرار الاتفاق الذي سبق وأن وقعته الإمارة مع وزير الخارجية الأمريكي المقال ريكس تيلرسون، في يوليو الماضي، لوقف تمويل الارهاب.

يقول وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، تعليقا على القرار، أن القائمة التي أصدرتها قطر، بعيدا عن المكابرة، تؤكد الأدلة ضد الإمارة وأن دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها.