التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:19 م , بتوقيت القاهرة

أحن إلى خبز أمي..أشهر بيت شعر عن الأم في الشعر العربي الحديث

الحاجة حورية أم محمود درويش
الحاجة حورية أم محمود درويش

أحن إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

وتكبر فيّ الطفولة

يوما على صدر يوم

وأعشق عمري

لأنني إذا مت

أخجلُ من دمع أمي.

بهذه الأبيات، صنع الشاعر الفلسطيني محمود درويش أسطورة قصيدته "أحن إلى خبز أمي"، التي باتت أشهر قصيدة شعر عن الأم في الشعر العربي الحديث.

محمود درويش
محمود درويش

 

رحل الشاعر الكبير محمود درويش عام 2008، وبعدها بعام، رحلت أمه الحاجة حورية، عام 2009، وشيعها مثقفون فلسطينيون، في بلدة "الجديدة" بفلسطين المحتلة.

كانت أم الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، بطلة في الأحاديث الإعلامية، كما كانت بطلة شعر نجلها الشاعر الكبير، وفي أحاديثها التي يحفظها لها "يوتيوب" تتبين لنا بساطتها، ورقتها، في أحد هذه الفيديوهات، تصمت حورية حينما يسألها المحاور عما تود أن ترثيه، تصمت، ولا تجيب، وفي فيديو آخر، تبدو زاهدة عن القول، وتكتفي بكلمات: مش قادرة..مش بإيدي.

هذه هي أشهر أم، حورية، التي أنجبت خير شعراء العربية، والمقاومة، ولعل كلماتها القليلة التي تلفظت بها الحاجة حورية في أحاديثها، دلالة على ما تحتويه مشاعرها في داخلها، من بين ما تحكيه حورية رحمها الله، لقائها الأخير بمحمود قبل ذهابه لإجراء عملية القلب، وأنه انتوى الذهاب إلى رام الله، لإجراء الجراحة، فسألته عما إذا كان سيواجه خطرا، فكانت إجابته: لو لم تجريها هناك خطر، وإذا أجريتها فيه خطر، فقالت له أم محمود: طالما لست مطمئنا لا تجريها؟ فأجابها: أنا أعرف لحالي، أنا بخاف من العمليات وهذا الشريان صعب.

تتحدث الحاجة حورية أم محمود درويش عن فقدها الكبير، وتبكي، وحولها جاراتها، اللاتي يرتفع نواحهن، بينما دموع أم محمود درويش لا ينقطع، ولعلها الوحيدة في ذلك اليوم، يوم رحيل درويش، كانت أكثرنا إحساسا بالصدمة، والفاجعة من كل محبي درويش، الذين أحبوه شاعرا، بينما هي أحبته حبا مخلصا مغايرا لكل محبيه، حب أم لولدها ولصغيرها.

أم الشاعر محمود درويش
أم الشاعر محمود درويش

يقول درويش في قصيدته:

خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك

وغطي عظامي بعشب تعمد من طهر كعبك

وشدي وثاقي بخصلة شعر

بخيط يلوح في ذيل ثوبك

عساي أصير إلها

إلها أصير..

إذا ما لمست قرارة قلبك

ضعيني إذا ما رجعت، وقودا بتنور نارك

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك

هرمت، فردي نجوم الطفولة حتى أشارك صغار العصافير

درب الرجوع لعش انتظارك.

 

 

اقرأ أيضا:

الأم عند نجيب محفوظ متسلطة في السراب وصبورة وقوية في الثلاثية

محمود درويش وريتا اليهودية.. جمعهما الغرام وفرقتهما بندقية