التوقيت الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024
التوقيت 08:28 ص , بتوقيت القاهرة

قصة حب سيتي ودورثي

مصر لم تهدأ منذ عهد إخناتون بعد ما فعله من تغيير المذاهب الدينية، حيث تتنهي ثورة إخناتون الدينية بمحاولة هروبه ثم قتله، تهرب بناته إلى خارج مصر، تحاول أخته السيطرة على الأمور، وتطلب أن يدفن أخوها أي مرتزقة بدون جنازة عسكرية، ولكن يتصدى لها قائد الجيش حور محب و يعلن ابن إخناتون حاكماً لمصر، ولكنه يقتل بمساعدة من  الوزير (اي) وتعلن أخاها توت عنغ آمون فرعون على مصر و تتزوجه ، في حين أن أخاها الذي لم يتعدَّ سبع سنوات والكهنة تبارك كل ذلك. يرى حور محب أن الوضع فى مصر يضيع يوماً بعد الآخر ولكنه يستمر فى عمله محافظاً على الاستقرار فالوطن لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الاضطرابات. كان لحور محب حارس مخلص يدعى بويا وكان له فتاة جميلة ، وكان حور محب دائما ما يعطف عليه و علي بنته ويحكي لابنته عن مصر وأهميتها.

 يحاول الجميع فرض سيطرته على الوطن، ولكن يقرر العجوز الماكر حور محب حسم الأمور لصالح مصر وينهي حياة  الوزير الفاسد (اي) الذي شارك فى قتل إخناتون وابنه وأخيه توت عنخ آمون ليتزوج من الملكة ليجلس على عرش مصر، ولكن الملكة لا تيأس و تقرر الزواج   وتطلب من الحيثيين  أن يرسل لها أحد أبنائها ليصبح ملكا على مصر، و لكن حور محب يقرر التخلص منه فلن  يحكم مصر إلا أبناؤها ، يقرر حور محب الذي تعلم علي يد تحتمس الثالث ويذكر وصيته جيدا أن يحسم الأمور لصالح مصر فيتولى العرش بنفسه ، و لكن حور لم ينجب  فيعيش حور مأساة ماذا بعد ؟ هل تعود تلك العائلة الفاسدة التي حكمت  و لكنه يتذكر كلمات تحتمس الثالث و يختار مصر .. مصر هي الباقية، يختار حور محب ضابطاً صغيراً لكنه شريف و يقرر أن  يدعمه ليصل إلى حكم مصر و يترك له أمانة الدولة بعد وفاته.

بالفعل يصل رمسيس الأول إلى حكم مصر بعد وفاة حور محب، فيكرمه و يعلن ولاءه له و أنه يعتبر الأب الروحي له .

لكن الحياة دائماً لا تسير مثل ما نتوقع  إذ يصاب بمرض نادر و يعجز الأطباء عن علاجه  فيغادر الحياة سريعاً  ويترك الحكم لابنه سيتي الأول في ظروف عصيبة و لكنه حاول  أن ينقل إليه كل التعاليم المقدسة و الأسرار و يطلب منه الحفاظ على نقاء سيرته .

علي الجانب الأخر من العالم و بعد 5000 عام تقريبا تتعرض دورثي الطفلة الصغيرة لحادث سقوط من أعلى سلم منزلها في لندن ، و يؤكد الأطباء أنها فارقت الحياة و تستعد الأسرة لمراسم الدفن  و يأتي القس و يتم شراء التابوت  و فجأه و قبل مراسم الدفن تعود مرة أخرى دورثي للحياه ، و لكنها لا تعود كما كانت بل عادت أكثر قوة  لا تغمض لها عين  ولا ترغب في النوم بداية عودتها وكانها تعوض ما فاتها من أيام ، تحاول والدتها تفسير ذلك و لكن يذهب بها والدها إلى الأطباء، ويؤكد الأطباء أن المخ قد تأثر قليلاً من الحادث، و أن الحادث لم يكن سهلاً على الإطلاق.

تحاول الطفلة  الصغيرة أن تتأقلم  و لكنها لا تجد نفسها في شيء فلا هي تستطيع أن تكون طفلة تلعب مثل الأطفال، ودائما ما ترسم رسومات أقرب للفن الفرعوني و عين حورس و تاج محل وست و غيرها  .

يحاول والدها أن يلبي رغباتها فيحضر لها بعض الكتب الفرعونية ويجد لديها ولعاً واهتماماً شديداً بها  ، فيخبرها أنه فور نجاحها في الامتحانات سيذهب بها الي المتحف الفرعوني في لندن، فيجدها تبذل كل ما لديها من جهد للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات من أجل الذهاب للمتحف الفرعوني ، و حينما ذهبت للمتحف انبهرت بالآثار المصرية جداً و بدأت تقلدها و تشعر أنها جزء منها ، وتطلب من والدها البقاء في المتحف و بالفعل تبقى به و حين أتى  موعد الإغلاق ترفض الرحيل ويضطر والدها إلى إيجاد وسيلة لإخراجها ولم تكن إلا عن طريق الأمن، فتخرج باكية فتحصل على وعد من والدها بأن تعود إلى المتحف مرة أخرى في اليوم التالي .

و في اليوم التالي ترفض أيضاً الرحيل من المتحف و تتكرر الحكاية مرات أخرى  ، فتظن والدتها أنها مصابة بمس شيطاني وعليها أن تذهب بها الى الكنيسة من أجل معالجتها و لكن والدها لميوله العلمية يرفض ذلك  بشدة.

يحاول القس معالجتها من الروح الشريرة التي أصابتها، و يحاول والدها إيداعها في مصحة ذهنية لعلاجها من اللعنة التي أصابتها .

 

تمر السنوات البائسة على تلك الأسرة الحزينة ، و تبلغ أختها سن الزاوج، و يأتي شخص يتقدم لخطبة أختها و لكنه يتركها بسبب وجود أختها  في مصحة نفسية.

 تتعرف دورثي على صديق يدعى إمام عبد المجيد  ثم تقع في حبه لأنه يشبه سيتي الأول  فهو شاب  بسيط يتعلم في لندن و قادم من الأقصر ببشرته السمراء ، ويطلب عبد المجيد الزواج منها ويرفض والدها  في البداية ثم ما يلبث بعد ذلك و بعد إلحاح الأم أن يجدها فرصة للتخلص منها حتى تتزوج أختها  لأن الحي كله يرفض الزواج من اخوات الملعونة ، فيقتنع  الأب بحديث الأم أنها فرصه و يتم الزواج في حفلة عائلية و تحمل دورثي و يشعر الجميع أنها فرصة لتعود إلى حالتها الطبيعية فالأمومة تعتبر علاجاً فى الأمراض المشابهة حيث تشغل وقت فراغ الأم  و لكنها لم تعد.

دائما ما كانت تطلب دورثي من زوجها أن يذهبا في رحلة إلى مصر و تؤدي الظروف المحيطة بهما إلى الرحيل إلى مصر .

يتورط سيتي الأول في قصة حب مع فتاة بسيطة تعمل في معبد كاهنة ، ولكنها ليست فتاة عادية فهي بنت الجندي المقرب من حور محب ولكن الأحوال جاءت عليه  و لم تجد الفتاة الصغيرة أي فرصة للحياة سوى الدخول إلى المعبد، يشاهدها سيتي الأول أثناء زيارته إلى المعبد ولكنه ينبهر بجمالها المبهر. يلاحظ كبير الكهنة ذلك فيقدمها له على أنها بنت الجندي المقرب إلى حور محب، فيسألها سيتي الأول عن المقدس حور محب و كيف تأثرت به ، فتجيبه بإجابات مختصرة و سريعة و لكنه لم يكن ينظر إلى حديثها بقدر ما كان يتأمل جمال صوتها، لم يكن يستطيع أن يتزوجها لأن هناك قدسية خاصة للكاهنات ، ولكن دفعه شغفه بها أن يذهب إليها في زي الجنود ، في البداية نظرت إليه قائلة: إنها كانت تنتظره فصوتها الداخلي يخبرها بما يفكر فيه و تأخذ يده إلى النفق السري تحت معبد أبيدوس . يشعر الملك أنه لأول مرة يتبع شخصاً بعد أن كان الجميع يتبعه.

يعيش سيتي الأول صراعاً كبيراً بين مستقبله السياسي كحاكم و بين كونه عاشقاً اعتدى على عذراء من المعبد و جعلها فقدت عذريتها ، يحاول يوماً تلو الآخر أن يمنع نفسه عنها و أن يتوقف عن الذهاب لها و لكنه لا يستطيع  إنه قد سقط في العشق ، تتغير الحياة تباعا و لكن يحدث ما لم يتوقعه أحد حيث تحمل الراهبة ،فتقرر الانتحار خوفاً علي مستقبل سيتي الأول و مستقبل مصر  .. تترك له رسالة أنها ستظل على أمل أن يتقابلا في حياة أخرى .

تصل دورثي إلى بورسعيد حيث توجد الجيوش الإنجليزية، تجد بورفؤاد جزءاً من أوربا  في حين أن المصريين ممنوعون من الحياة فيها. لا تتأقلم دورثي و ترغب في السفر إلي الصعيد  ، فيؤكد لها زوجها أن الحياة في الصعيد أشد قسوة فلا توجد كهرباء ولا ماء بالشكل الكافي ، ويرغب زوجها عبد المجيد في السفر إلى خارج مصر و لكن دورثي ترغب في الحياة بالصعيد و بالتحديد في أبيدوس . يأتي إليها في أحد الأيام والد زوجها  من الأقصر و أثناء استيقاظه من النوم في الصباح يختلط عليه الأمر حيث يرى فرعون ينظر إلى زوجة ابنه أثناء نومهم ليلاً فيفزع الرجل ، ويحكي عبد المجيد لوالده عن ولع زوجته بالآثار الفرعونية و يخبره بكل ما حدث منذ بداية زواجه من دورثي و كيف تأتي لها أضغاث أحلام و انها تهذي بالفرعون و غير ذلك من الأحلام الغريبة .فيؤكد له والده أنها ملعونة وأنه عليه أن يتركها و شأنها ، و يقوم بعمل خطة ليأخذ حفيده معه إلى الأقصر ثم يسافر عبد المجيد إلى العراق .

بالفعل يذهب والد عبد المجيد إلى الصعيد و يقوم بعمل شهادة ميلاد لحفيده حتى ينجو من قوات الاحتلال ، ويهرب عبد المجيد في سفينة من بورسعيد إلى قبرص و من قبرص إلى العراق .تقدم دورثي بلاغاً إلى القوات الإنجليزية  وتحاول أن تصل إلى الحاكم الإنجليزي  فيعرفها على عالم آثار مصري و تنتقل للحياة من بورسعيد الي نزلة السمان  و هناك تعمل رسامه للآثار الفرعونية ، ثم تبدأ في التعرف علي الأهرامات وتترجم العديد من الكتب و تنشأ قصة بينها وبين عامل مصري و لكنها في النهاية تكتشف أنه غير موجود ،إنه مجرد خيال في ذهنها، يحبها عالم الآثار المصري ولكنها لا تبادله الحب، يظل قلبها جريحاً علي ابنها .. ترفض قصة الحب  مع عالم الآثار و تطلب منه الرحيل إلى أبيدوس .

تذهب إلى أبيدوس و يرفضها أهل أبيدوس لأنها رائعة الجمال.

  يتحدث الضابط مع كبار العائلات بأنها من العائلات الوافدة و أنها إنجليزية و لابد من حمايتها كي لا تدخل في علاقات مشبوهة. تبدأ بعد ذلك في الاعتكاف في المعبد و يأتي لها الملك سيتي يتمثل لها ليلاً ،  ويقتنع أهل القرية أنها مصابة بلعنة ، و لكن سيتي أقنعها أن تستمر في عملها .

تبدأ دورثي في معالجة سيدة تطلب منها مساعدتها على الإنجاب وتسقيها من المياه المقدسة في المعبد و تنجب تلك السيدة و تبدأ من هنا قصص بركاتها تتردد بين النساء فيأتي لها الناس من كل مكان .