في ذكرى توليه مشيخة الأزهر.. ما لا تعرفه عن "مصطفى عبد الرازق"
كتب - أحمد حمدي
مفكر وأديب مصري اتخذ من العلم طريقًا وكافح في حياته مع "الكتاب والقلم" حتى حفر اسمه بمداد من نور بين أهل العلم والدين والفلسفة، يعد من أحلام أصول الدين الإسلامي، وشغل منصب شيخ الجامع الأزهر عام 1945م، وتم إدراجه ضمن رجال التجديد في الفلسفة الإسلامية خلال العصر الحديث، ومن أبرز مؤسسي "المدرسة الفلسفية العربية"، إنه الشيخ "مصطفى عبد الرازق" أحد أعلام الأزهر الشريف.
وبمناسبة ذكرى توليه مشيخة الأزهر، يستعرض "دوت مصر" ملامح من حياته العلمية في هذا التقرير:
نشأته ومولده
ولد في أسرة وطنية ثرية بقرية أبو جرج إحدى قرى محافظة المنيا؛ وكان والده حسن عبد الرازق من مؤسسي جريدة "الجريدة" التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي ومن مؤسسي "حزب الأمة"، حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، والتقى بالشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية سنة 1908م، وتولى وزارة الأوقاف ثمان مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخًا للأزهر في ديسمبر 1945.
أساتذته
تتلمذ على يد المفكر محمد عبده، والشيخ بسيوني عسل – أستاذ الفقه الحديث بالأزهر، والشيخ محمد حسنين البولاقي - والد أحمد حسنين باشا، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، وغيرهم.
توليه لمشيخة الأزهر
لم تنطبق على الشيخ مصطفى عبد الرازق أي من الشروط التي يجب توافرها لتولي مشيخة الأزهر، وتم رفض تعيينه لهذا المنصب، ثم تغير قانون الأزهر حتى يصبح التدريس بالجامعة الأهلية مساويًا للتدريس بالأزهر، في حال الترشح لنيل مشيخة الجامع، فأصبح شيخًا للأزهر في 27 ديسمبر 1945، وقام بإدخال اللغات الأجنبية إلى الأزهر واهتم بإرسال البعثات العلمية إلى أوروبا.
رحلته العلمية لفرنسا
درس في جامعة "السوربون" بفرنسا، ثم جامعة "ليون"، وحاضر فيها في أصول الشريعة الإسلامية، وحصل على شهادة الدكتوراه برسالة عن "الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام"، وترجمت للفرنسية بالاشتراك مع "برنار ميشيل" وألفا معًا كتابا بالفرنسية.
التدرج الوظيفي
عُين موظفًا في المجلس الأعلى للأزهر ثم مفتشًا بالمحاكم الشرعية، وعين أستاذًا مساعدًا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة القاهرة.
مؤلفاته العلمية
عكف على تدريس الفلسفة بالجامعة في وقت كانت فيه حكرًا على الأجانب، وأسس ما عرف بـ “الفلسفة الإسلامية”، وعمل على توضيح أفكاره في كتابه “التمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية”.
تتلمذ علي يديه نجيب محفوظ، الذي أدرك أهمية العربية الفصحى في الكتابة بديلًا عن العامية، وكتب دراسة صغيرة أدبية عن البهاء زهير الشاعر المعروف نشرت عام 1930، وألف كتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني" في سيرة الكندي والفارابي، وكتاب "الإمام الشافعي"، وكتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني"، وتوفي يوم 17 فبراير 1947.
اقرأ أيضًا..
صور.. شيخ الأزهر ووزير الأوقاف في ضيافة البابا تواضروس للتهنئة بعيد الميلاد