كتب: أحمد حمدي 

استطاع الفنان أحمد مكي، أن يؤرخ فنيًا لحي "الطالبية" التي نشأ فيه في أكثر من عمل فني، مثل أغنية "منطقتي" التي أداها بالتعاون مع الفنان أحمد سعد، وظهرت هواية مكي في تربية الحمام، وغيرها من ملامح أجواء الشباب في منطقة شعبية تصل حدودها إلى كفر طهرمس.

آخر أعمال مكي الغنائية، تجسدت في أغنية راب - النوع المفضل للكبير قوي- بعنوان "وقفة ناصية زمان"، لاقت استحسان الجمهور المتابع لأعماله الفنية، لكن هناك بعض الأصوات التي انتقدت "تيمة التكرار" التي اتبعها في الأغنية، مثل "الجدعنة، طبق الجيران، غية الحمام"، وغيرها، اللافت أن مكي صور الأغنية في حي الجمالية، إلى جانب أن الصورة المبهجة التي اتفق عليها الجميع تفرض سؤال: هل نقل أحمد مكي الطالبية الحقيقية أم التي يحلم بها؟

تجولت "دوت مصر" داخل المنطقة الشعبية التي كانت تفصل قديمًا بين الجيزة والأهرامات، للتعرف على الواقع الحقيقي لـ"الطالبية"، ورصد المشاكل التي تنبطق أو تتنافر مع الصورة الفنية "المِكية" الحالمة في أجواء الحنين إلى الماضي. 

أهالي الطالبية vs أحمد مكي

"للأسف أي عمل فني بيطلع للناس حاجة دون التطرق للواقع اللي كلنا بنعيشه".. هكذا علق صبري عبدالغني، أحد مواطني "الطالبية"، على الصورة الجمالية التي ظهرت في كليب "وقفة ناصية زمان"، وافقة في الرأي ياسر ياسين، الذي قال: "نعاني من زحام المواصلات كل يوم، وموقف التوكتوك عمره متشال، كان  لازم العمل الفني يبرز الكلام ده، ويرصد جزء بسيط منه"، في ذات الوقت أشاد تطرق أحمد مكي لنشأته واعتبره نوعًا من رد الجميل.

بدوره، قال محمد مهند، صاحب قهوة في الطالبية: "سمعت الأغنية وعجبتني وبفتحها دايما للزباين في قهوتي، وعجبت الناس كلها، بس هو هيقول إيه ولا إيه، عندنا مشاكل فى كل حاجة"، أما حسن عبدالعزيز، يسكن بالمنطقة منذ 25 عامًا، يرى أن مكي كان يجب عليه تجسيد الواقع في الكليب، وأشار إلى أن الواقع لا يتلفت إليه أحد في الفن.

تضيف صفاء مروان ربة منزل: "الأغاني مش كل حاجة، إحنا بنشوف مشاكل وارتفاع أسعار، كان لازم يحاول - تقصد أحمد مكي - إنه يلمح للمشاكل دي بدون الخوض في التفاصيل، ويسيب المسئولين يحلوها".

نظرة على "ناصية"الطالبة

في شارع الجمعية داخل حي الطالبية هرم، أكد ريمون ايلينا أن اللمحات الفنية لمكي، ابتعدت عن الواقع، وأكد أنه يستيقظ يوميًا على شجار الباعة في السوق بسبب الأسعار، قائلاً: "الوضع بعد الساعة 5 المغرب تخاف تنزل تشترى حاجة، تحت البيت بلطجية وشباب بتشرب مخدرات".

وعلق فتحي شاكر، صاحب إحدى شركات السيراميك على "وقفة الناصية" أن الموضوع اختلف عن زمان.. قائلا: "كل يوم بلطجة وقلة أدب، إحنا بنشوف الويل في ميدان الساعة".

وأثناء تجول "دوت مصر" في الطالبية، شهدنا مشاجرة بين تلاميذ في المرحلة الإعدادية مع سائقي التوكتوك، بسبب الخلاف على الأجرة، نتج عنها إصابة أحد الطلاب وذهبوا به لمشفى قريب من المدرسة.

وقال محمد متولي، قهوجي، شاهد على الواقعة: "كل يوم من ده، الخناقات على حاجات تافهة، وفى الآخر يضربوا بعض، مين بقى  يسمع ويشوف"، فيما أشار مهند محمد، إلى أن موقف التوكتوك، سبب لهم مشاكل كثيرة، فضلًا عن القمامة المنتشرة بشكل كبير.

اقرأ أيضًا .. 

 في ذكرى وفاة مبتكر "توم وجيري".. جوزيف باربير خاطف قلوب الأطفال