على أرصفة الشوارع والميادين تتنشر شوادر ضخمة لبيع "الملبن والفولية والفستقية والبندقية واللوزية والحمصية والسمسمية واللديدة"، بظهور هذه المنتجات في الشارع تعى تدريجًا بإقتراب المولد النبوي، تلك العادة السنوية التى اعتاد المصريون عليها منذ عصر الفاطميين، فشراء حلوى المولد واجب مقدس لبعض الأسر المصرية، فيما يعتبره أخرون غير ضروري لمنازلهم.

الشوادر تبدو خالية من الزبائن، ربما ينتظر المشترون الأيام المقبلة للإقبال على الشراء، ومن الممكن أن يكون ارتفاع أسعارها هو السبب، تجولنا داخل الشوادر لمعرفة السبب على لسان التجار.

شوادر الباعة

"الإقبال مش كبير بسبب ارتفاع الأسعار العالمية"، توضيح بدأ به الحاج أحمد، مدير المبيعات بأحد شوادر البيع بالدقي حديثه، قائلا "الإقبال محدود وليس منعدم فارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على الإقبال السنوي للأسر المحبة لحلاوة المولد، إلا أن آخرين ما زالوا يفضلون شراء طقوس كل مولد".

أما عن الأسعار فقد أوضح أن هناك علب مخصصة لمحدودي الدخل تبدأ بأسعار مخفضة جدًا، وصولًا إلى 400 جنيه حسب قدرات "الزبون".

ولم يشهد المولد هذا العام الأشكال الغريبة، مثل ظهور العرائس أو حلوى على شكل راقصات أو مشاهير، فالشركات فضلت الابتعاد عن إثارة الجدل في مثل هذه المناسبات الدينية حتى لا تقع في نفس أخطاء العام الماضي.

وبالانتقال إلى شادر آخر، أكد أحمد لطفي، أحد الباعة، أن الإقبال متوسط لا يمكن وصفة بالمنعدم أو الكثير، لافتا إلى أن أسعار الحلوى تتراوح ما بين 60 جنيه وصولًا إلى 200 و300 و400 أيضًا، أما عن عرائس المولد فتبدأ أسعارها من 130 جنيه وحتى 400 جنيه.

وأضاف "لطفي": يكثر الإقبال بشكل أكبر على حلوى السمسمية والفولية، فهذه الحلوى تعد الأفضل لكافة الزبائن في هذه المناسبات الدينية كل عام.

آراء المواطنين

وبمواجهة المواطنين بالشارع بحديث التجار، قال محمد سيد، 33 سنة، إنه "لم يشتري حلوى المولد نظرًا لإرتفاع الأسعار، فجميع الحلوى ارتفع سعرها عن العام الماضي بكثير وهو ما لا يستطيع أن يوفره لأولاده وزوجته هذا العام".

حديث محمد لم يختلف كثيرًا عن صديقه محمد سالم، والذي أوضح الأخير أنه هو الأخر لن يفكر في شراء حلاوة المولد هذا العام بسبب ارتفاع أسعارها قائلًا: "أنا أكتر حاجة ممكن أجيبها بجنيه حلاوة بعد ما سمعت الأسعار دي".

اقرأ أيضًا..

سرقوا الأموال وقتلوا المصليين.. كيف فضحت التنظيمات الإرهابية نفسها؟

بعد هجوم مسجد الروضة.. كيف وحد الإرهاب الهلال والصليب؟