بعد وصولهم لـ18 مليون شخص.. لماذا ترتفع معدلات الأمية ؟
بالعلم ترتقي الأمم، مفهوم شائع لا يختلف اثنان عليه، لما للتعليم والعلم من دور كبير في مواجهة كافة التحديات، إلا أن إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة مؤخرًا عكست المشهد، بعد أن أسدلت الستار عن وجود 18مليون نسمة أميين، منهم 9.1 مليون نسمة من الإناث، أي أن هناك حوالي فرد حامى بين كل 5 أفراد من السكان في هذه الفئة، مع ارتفاع معدل الأمية بـ 17% مقارنة بالعام الماضي.
الغريب أن ارتفاع معدلات الأمية وضع العديد من علامات الاستفهام، في ظل الأموال الكبيرة التي تخصصها وزارتي التعليم والتخطيط معًا، للقضاء على الأمية، والذي لم يؤثر ولو بجزء بسيط في النهوض بمستوى الغير متعلمين، الأمر الذى دفع النائبة هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب، بطلب مناقشة عامة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم ووزير التخطيط بشأن إشكالية محو الأمية، موضحة أن الدستور المصرى فى "19" منه جعل التعليم حق لكل مواطن، وواجب على الدولة، وأن التقصير فى زيادة أعداد الأميين فى مصر عدم اهتمام الدولة بهذا الملف، وأيضًا عدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه الأزمة.
إدارة خاطئة
ومع ارتفاع معدلات الأمية يقول الدكتور محمد عبدالهادي، الخبير التربوي، إن الإرتفاع الملحوظ في نسبة الأمية يعود في المقام الأول إلى توجيه أموال كبيرة في المكان الخاطئ، مشيرًا إلى أن القائمين على المنظومة في مصر يستغلون غياب الرقابة ويقومون بسرقة هذه الأموال أو اختيار غير المؤهلين في القيام بهذا العمل.
وأضاف "عبد الهادي" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": "في ظل غياب تام للرقابة على تعليم كبار السن ومحو الأمية، تدهورت هذه خدمة، ما أدي إلى ارتفاع معدلات الأمية بدلًا من القضاء عليها مع مرور الوقت، ما يؤكد فشل القائمين على العمل بنسبة 100%".
غياب الرقابة
ويرى الدكتور محمد أسعد، الخبير التربوي، أن ارتفاع معدلات الأمية سببه الأول غياب الرقابة، فكان على الجهات المعنية بالأمر تشديد الرقابة بشكل أكبر على القائمين على العمل داخل هذه المنظومة لضمان سيرها بشكل صحيح، إلا أن ما حدث كان العكس، ما وصول المنظومة إلى هذا الوضع.
وتابع "أسعد": يؤدي غياب الرقابة إلى تفشى الفساد، مع تدهور مستوى الخدمة، وإذا تواجد المسئولين داخل فصول محو الأمية لن يجدوا ولو واحد في المائة من المتواجدين يقرأون ويكتبون.
زيادة التزامات المعيشة
وفي السياق نفسه أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن أغلب المواطنين انشغلوا بلقمة العيش وتركوا جانبًا التعليم خاصة مع تزايد التزامات المعيشية، مشيرًا إلى نظر هؤلاء لبعض المشاهير غير المتعلمين وأخذهم مثلًا في الحياة، ما جعل التعليم آخر شيء يفكرون فيه.
واستطرد "صادق" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": "المجتمع ساهم بشكل كبير في تضخم المشكلة، فلم يعد أحدًا يهتم بمستوى التعليم، ولعل الزواج الشاهد الأكبر على ذلك، فعند التقدم لخطبة فتاة يتحدث المال في المقام الأول ويبقى التعليم أخر مطلب في القصة".
اقرأ أيضًا..
بعد أزمة نقص البنسلين.. 5 معلومات عن عقار الأمراض المزمنة
مستندات| "إيجي جاب".. "دوت مصر" يواصل فتح ملف "البزنس الحرام" للمدارس الدولية (2-7)