بعد "كفاية2" .. هل ينجح تحديد النسل في القضاء على البطالة؟
حالة من الجدل سيطرت على الشارع المصري، بعد الإفصاح عن مقترح جديد لتنظيم المواليد بما يخفف من الزيادة السكانية، التي أصبحت بمثابة خطر على مستقبل الجميع، واختلفت معه وجهات النظر ما بين مؤيد للفكرة وأخر معارض.
وفي احصائية أخيرة كشفها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن إجمالي عدد المواليد بلغ 2.596 مليون مولود، وهو ما يمثل نسبة 28.5% من كل ألف نسمة، منهم 1.237 مليون مولود بالحضر بما يعادل 31.8%، و 1.358 مولود بالريف بنسبة 26.1% من كل ألف نسمة، ونسبة 52.3% من إجمالي عدد المواليد، ما يحتم بالضرورة البحث عن طريق لمواجهة الزيادة السكانية السريعة.
المثير أن حالة الجدل تزامنت مع تأكيد الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تبنت مشروع تحت عنوان"كفاية 2" قائم على الاكتفاء بطفلين فقط لكل أسرة لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية، بتمويل 100 مليون جنيه بمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية، ووزارة الشباب، والصحة، والمجلس القومي للمرأة.
وأوضحت "غادة "، خلال كلمتها بجلسة الحوار المجتمعي بمجلس النواب، برئاسة الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس لجنة التضامن، إن الوزارة تعتبر قضية تنظيم الأسرة من القضايا الهامة، وأن معدل النمو الاقتصادي لا بد أن يكون 3 أضعاف معدل نمو الزيادة السكانية لمواجهة الزيادة الحالية وإلا ستكون هناك مخاطر حقيقية تتمثل في انخفاض معدل الفرد من الخدمات العامة.
توفير فرص عمل
ومع قرار الدكتورة غادة والي، بدأ "دوت مصر" في عمل ربط سريع بين القرار ودوره في حل مشكلة البطالة التى عانى منها أكثر من 3 مليون عاطل في مصر وقال الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن مقترح الدكتورة غادة والي يعد الأنسب في هذه الظروف مشيرًا إلى أن الكثافة السكانية الكبيرة أدت بشكل ملحوظ في تفاقم البطالة، فإذا تحكمت جميع الأسر المصرية في المواليد، ستصبح فرص العمل أكبر خاصة مع خروج أعداد كبيرة على المعاش وبدأ استقبال غيرهم.
نظام دول كبرى
وأوضح الدكتور أنيس سعد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جنوب الوادي، أن تحديد النسل جاء متأخرًا من وجهة نظره، فعد تخطي حاجز الـ 100 مليون نسمة كان من المحتم القيام بذلك، لافتًا النظر إلى أن دول كبيرى على رأسها كوريا الشمالية حددت النسل، لضمان توفير معيشة أفضل لأجيالها القادمة وهو أمر مُتطلب من الحكومة المصرية، لمواجهة كافة الأزمات التي تعاني منها الدولة وعلى رأسها البطالة.
وتابع أستاذ العلوم السياسية أن شبح البطالة الذي واجه الشباب كان نتاج زيادة السكان طوال السنوات السابقة، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة إحكام عملية الإنجاب، علاوة على تأثير هذه الفكرة بالنفع على دخل الأسرة ومسئوليات رب المنزل، التى أصبحت عاتق كبير عليه.
اقرأ أيضًا..