بالأرقام| 1.5 مليون «لله يا محسنين».. تسول الأطفال مسؤولية مين؟
"حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيره"، عبارة شائعة استخدمها المتسولون في تليين قلوب المارة في الشارع، للحصول على أكبر مبلغ مالي ممكن، وفي الفترة الأخيرة انتشر التسول بشكل مبالغ فيه ما جعل الشارع يستاء خاصة مع استخدام الأطفال ذو الأعمار السنية التي لا تتجاوز الـ 10 سنوات في هذه الأعمال.
وفي إحصائية أخيرة كشفها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أوضحت أن 1.5 مليون طفل يتسولون في شوارع المحافظات، وجاءت القاهرة في المرتبة الأولى ضمن أخر إحصائية صادر ة عن المركزي القومي للبحوث الجنائية بعدد 4333 متسولاً تليها محافظة الإسكندرية باحتوائها على 1572 متسولًا، كما أكدت الدراسة أن 3.41? من المتسولين يتم إجبارهم علي ممارسة التسول بغير إرادتهم.
الضحايا الأطفال
"ماما واقفه هناك بعيد وقالتلي روح قولهم حاجة لله"، كلمات اعترف بها طفل يدعى "محمد"، الذي لا يتخطى عمره الـ 6 سنوات حينما قابلنا أمام محطة مترو البحوث في الساعة الحادية عشر مساءًا، وبرغم صغر سنه لم ترحمه والدته من غرز مهنة تظهر وتكبر أخطارها مع الوقت.
"محمد" قال لنا: "بابا مسجون، وأنا قاعد مع ماما وهي قالتلي روح عند الناس اللي واقفة بعيد دي قولهم هاتوا حاجة لله أجيب أكل"، هذه الكلمات هي التي يعرف الطفل أن يخرجها من فمه، ولعل السبب في ذلك والدته، التي استغلت غياب زوجها في استخدام طفل صغير في أعمال التسول.
أما عن الطفلة مريم، التى لا يتخطى عمرها الـ 7 سنوات، فقد اعتادت على استقلال مترو الأنفاق منذ الصباح الباكر لتجميع أكبر قدر من الأموال بعبارة "ممكن تساعدوني يا أخواتي"، الغريب أن "مريم" تردد نفس عبارات المتسولين من كبار السن داخل محطات مترو الأنفاق وأكن التسول بقي "حرفة".
قلة الوعي الديني والثقافي
وبمواجهة خبراء الشأن بالظاهرة ومخاطرها، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الإجتماع بالجامعة الأمريكية، إن استخدام الأطفال في أعمال التسول انتشر بشكل مبالغ فيه، فلا يخلو ميدان أو شارع من تواجد أمثلة كثيرة، ولعل السبب في ذلك يعود إلى الأسرة في المقام الأول، فعند نشأة الطفل لابد من تعليمه العادات والتقاليد الصحيحة، وتحذيره من الإقتراب إلى التصرفات الخاطئة، مع غرس الوعي الديني بداخلهم لتجنب كل ما هو حرام، وهو ما تفتقر إليه أسرهم.
الأسرة السبب
ويرى الدكتور محمد عبد المنعم، الطبيب النفسي، أن تسول الأطفال يعد ناتجًا في المقام الأول من التربية، والبعض الأخر ينقسم ما بين سهولة الحصول على أموال أو تقليد ما يراه، فالعديد من الحالات الشهيرة كانت ضحية الأسرة، فهناك أسر تستغل أطفالها في اللعب على مشاهر الناس في الشارع، ومن هناك تخلق الأزمة.
العقوبة القانونية
ومن الناحية القانونية، أكد المستشار سيد عبدالحميد، الخبير القانوني، أن القانون يعاقب المتسول الذي يبلغ عمره 15 عامًا أو أكثر بالسجن مدة لا تتجاوز شهرين لكل شخص تم ضبطه متسولًا في الطريق العام، وفي حالة عودته إلى التسول مرة أخرى يتم سجنه مدة لا تتجاوز العام.
وأضاف "عبد الحميد" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": في حالة عدم تخطيه سن الـ 15 عامًا يتم إيداعه في دور رعاية، لتأهيله وحمايته من الأخطار المتعاقبة بسبب هذه المهنة.
اقرأ أيضًا..
فيديو| من "الطبلة" للإيحاءات الجنسية.. مراحل تدهور التعليم في مصر