مع غياب الضمير.. كابوس "غش البنزين" يطارد أصحاب السيارات
من منا لم يتعرض لعمليات الغش عند وضع الوقود في سيارته، مشكلة ربما واجهها العديد من أصحاب السيارات الأجرة والملاكي في مختلف المحافظات، بعد أن غاب ضمير المسؤول عن هذه المحطات، ويبقي صاحب السيارة الخاسر في جميع الأحوال بسبب التلفيات.
ضحايا غش البنزين
غش البنزين فسره العديد من الشكاوى التي يعاني منها المواطنون يوميًا، حيث تقول ولاء السيد، إنها تعرضت لعملية غش في تزويد بنزين سيارتها في أثناء قيامها وضع بنزين "92" داخل إحدى محطات الوقود بمنطقة الدراسة، وبعد مغادرة محطة البنزين بمسافة كبيرة لاحظت انخفاض عداد البنزين بطريقة غريبة وملفته ما أصابها بالشك، وبعد مرور يوم واحد بدأ صوت السيارة يرتفع عن صوتها الطبيعي مع تعرض السيارة لعطل مفاجئ وعند اصطحاب السيارة إلى الميكانيكي أكد الأخير أن سبب هذا العطل البنزين المغشوش.
الحالة السابقة لم تكن الوحيدة التي كشفت غش محطات الوقود في وضع البنزين، حيث أوضح محمد بيومي، أنه دخل إحدى محطات الوقود المتواجدة بمنطقة المعادي وعند وضع البنزين والسير مسافة لا تزيد عن 500 متر تعطلت سيارته، وبعد نجاحه في تدوريها والذهاب لـ "الميكانيكي" كشف الأخير اختلاط سائل البنزين بالمياه مع عرض دينامو السيارة للتلف.
وعلى نفس الخط عانى محمد أمجد، من غش البنزين، بعد تعرضه أكثر من مره لعملية غش في تزويد بنزين سيارته، مشيرًا إلى أن تكرار الواقعة في عددٍ من محطات الوقود، جعل ثقته في جميع هذه المحطات تنعدم، بالإضافة إلى حدوث بعض التلفيات بالسيارة نتيجة الماء المختلط بالبنزين.
طرق المواجهة
تعليقًا على ذلك يقول الدكتور محمد مجاهد، خبير المواد البترولية، إن هناك بعض الأساسيات التي يمكن من خلالها التفرقة بين البنزين الصالح والمخلوط بالمياه، فالأخير يمكن معرفته عن طريق ملاحظة انخفاض في عداد البنزين بسرعة كبيرة، وارتفاع صوت المحرك، خروج دخان أسود بكثافة من الشكمان، وتغير لون ورائحة البنزين، مع عدم ثبات ملحوظ في سير السيارة.
وأضاف "مجاهد" - في تصريح خاص لـ "دوت مصر"- أن عمليات الغش انتشرت بشكل كبير ليس فقط في سلعة البنزين، وإنما في جيمع السلع المباعة، ما يلزم الجهات المختصة بضرورة وجود رقابة دورية على هذه محطات البنزين لمنع غش المواطن واصابته بخسائر كبيرة.
حب المال
ويرى الدكتور أحمد سعد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة كفر الشيخ، أن كثرة عمليات الغش في السلع المُباعة يعود إلى نقص الوعي الديني والثقافي عن البائع ما يجعل يقوم بهذه العمليات دون خوف من القاب أو تأنيب الضمير.
وتابع "سعد": يلعب حب التربح وتحقيق أموال أكبر دورًا كبيرًا في عمليات الغش، ومع حب صاحب المحطة في الحصول على أموال أكثر يحل له القيام بهذه الأعمال الغير مقبولة.
العقوبة القانونية
ومن الناحية القانونية، أكد الدكتور أكرم عبد الحميد، الخبير القانوني، أن القانون يغرم المتورط في غش السلع غرامة مالية تتراوح بين 5 آلاف إلى 100 ألف جنيه، بحسب تقدير المحكمة مع مصادرة السلعة المغشوشة.
وأضاف "عبد الحميد" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": يعاقب قانون الغش التجاري البائع المزور بالسجن مدة تتراوح بين 3 و7 سنوات حال تورطه في النصب على المواطنين".
اقرأ أيضًا..
صور| الفرحة لم تقتصر على الأغنياء.. "مونديال الغلابة" في شوارع مصر